ليس الأمر جديدا بالمرة، لقد عرفناها منذ مدة طويلة، عرفنا أن الله مع الريسوني، وعرفنا أن الله مع بنكيران، وأن الله مع أفتاتي، وأن الله مع المقرىء، وأنه سبحانه وتعالى ضدنا نحن، وضد كل من يقول لا في هذا البلد لهذا الاحتكار، وضد كل من يصرخ لا لتحويل الخالق إلى ملكية خاصة، وحاشا أن يكون كذلك. وعرفنا أيضا أن نبي الله مع الريسوني، وأن القرآن الكريم هو أيضا في صفه، وأن الله والنبي والقرآن في صف العدالة والتنمية وضد المعارضة، لا جديد في هذا، لقد حفظنا الدرس عن ظهر قلب ومن كثرة ترداده أصبحنا نؤمن به.
الجديد هذه المرة أن الريسوني يخبرنا بذلك وهو يغني ويرقص ويلحن هذه الحقيقة الساطعة، وخلفه جوقة تردد معه وتصفق مأخوذة بجمال الأغنية وبالنشوة التي تحدثها في النفوس، ليتأكد كل من مازال يشك، أن الرب الذي خلقنا جميعا يحب العدالة والتنمية ويكره الذين يعارضون حزب الله في المغرب، وأن الله سيعصف بنا وبباقي الأحزاب التي تقف أمام الإصلاح والعمل الذي يقوم به بنكيران وفرقته الناجية.
آه يا لا لا لي، آه يا لا لا لي، لنغن إذن مع الريسوني ونرقص، لأن الأغنية هذه المرة حلال ونظيفة وطاهرة، فالله والنبي والقرآن معهم ، وكل من يشك في ذلك هو كافر ومصيره جهنم وبئس المصير.
والأكثر جدة أن الريسوني تدخل وأضاف من إبداعاته إلى الأغنية لتصبح أكثر روعة، وليصبح الملك أيضا في صف الريسوني، وضد بقية المغاربة الذين يعارضون الإصلاح الذي تقوم به الحكومة المكلفة بمهمة إلهية.
والريسوني فقيه وعالم وعلامة ويلبس الأبيض ولا يمكن إلا أن يكون على حق، وكل ما يحكيه هو بالفعل ما يؤمن به، وله سوابق في تكفير جزء من المغاربة وتقسيمنا إلى مؤمنين وملاحدة. هيا إذن لنردد مع الريسوني ونرقص إلى أن ندوخ:
الله مع الريسوني وبنكيران النبي مع العدالة والتنمية القرآن مع التوحيد والإصلاح الملك الذي من المفترض أن يبقى بعيدا على أن يوظفه أي طرف سياي ضد آخر يغني الريسوني أنه معهم وأنه لم يعد محايدا ولكل المغاربة.
آه يا لا لا لي آه يا لا لا لي رددوا معي اللازمة، وذوبوا معي في الأغنية وفي كل هذا العلم الذي منحه الله للفقيه.
لقد أخذوا الله والقرآن والنبي والملك، ولم يتركوا لنا أي شيء، كل السلطات أصبحت لهم، كأنهم جاؤوا من السماء، وكأن الملائكة تهمس في آذانهم، ولا داعي بعد ذلك لأن نتكلم ولا لأن ننظم الانتخابات، لقد ظهر الحق وزهق الباطل، لا جدوى من أي شيء، فلنصمت ولنكتف بالنظر والتملي في المعجزات وهي تتحقق، لقد قالها عالمهم، إنهم سيبقون إلى الأبد ولن يتزحزحوا من مكانهم، وهم الآن يملكون الدنيا والآخرة.
يا الله يا خالق الأغلبية والمعارضة ويا خالق اليمين واليسار هل فعلا ما يقوله هذا الرجل الذي يدعي القرب منك صحيح وهل يمكن حقا أن تكون سبحانك في صف حزب ضد حزب آخر إنهم يوظفون اسم جلالك ويستغلون دينك ليسيئوا إلى خصومهم يا الله هل نردد الأغنية مع الريسوني ونستسلم لهذا الاستبداد القادم أم نصرخ ونصيح قبل أن يأخذوا كل شيء، وقبل أن يصبح كل ما يتحرك في هذا البلد تحت رحمتهم.
يا رب يقولون إنك سبحانك معهم ونبيك معهم وقرآنك معهم والملك معهم فماذا تبقى لنا نحن الذين نختلف معهم.
يا رب ارحمنا وادفع عنا ظلم عبيدك واحتكارهم للحديث باسمك.