على عكس المتوقع وعلى غير عادته، وهو الذي عرف عنه بالمشاكس خلال كل جولات الحوار الاجتماعي، نوبير الاموي الزعيم التاريخي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل يخرج للصحافة اليوم ومباشرة بعد نهاية لقاء وفد عن نقابته بالحكومة، وهو يعبر عن إعجابه بعبد الاله بنكيران لكونه "تفهم مطالب الطبقة الشغيلة". الأموي الذي كان "يقلب" الطاولة على رؤساء من سبق بنكيران في نفس الكرسي التمس الأعذار لبنكيران واستسلم للظرفية الاقتصادية "الصعبة". وصرح الاموي للصحافة بأن الحوار كان إيجابيا ومثمرا. ومن يسمع تفهم بنكيران لمطالب النقابات يذهب بعيدا وكأن الأمر فيه زيادات خيالية في الأجور، لكن واقع الحال ينطق بعكس ذلك تماماً. بنكيران ووزراؤه الذين حضروا الاجتماع بدوا جميعا منصتين للأموي وكأن أحدا هم اليهم بأخذ "بوسبرديلة" على "قد عقلو"، وبعدم معاكسته حتى نهاية الاجتماع "المسرحية". وعلى عكس التوقعات التي كانت ترجح مقاطعة الأموي ورفيقه زعيم الفدرالية الديمقراطية للشغل لجلسات الحوار الاجتماعي، خرج الأموي من الاجتماع وكأنه ليس الأموي الذي عرفه المغاربة والطبقة الشغيلة وقال "لحسن الحظ هناك جلالة الملك الذي يرعى القطاعات الاجتماعية".