سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المخزن يستمر على نفس المنوال. غضبة على بنكيران المدافع الشرس على الملك ودفعه الى اصدار اعتذار مذل وجعله يستعد نفسيا لما هو اكبر من مجرد اعتذار كتعديل حكومي. لم يحضر تعيين جطو وغيب اثناء تقديم تقرير والي بنك المغرب
طيلة الاشهر السبع التي مكث فيها عبد الاله بنكيران برئاسة الحكومة لم يعد احد ينتقد الملك او يقترب منه، تحول بنكيران الى بارشوك يمتص الضربات الموجهة الى النظام، وكانت له الجرأة للقيام بهذه المهمة، تحول في ظرف قياسي الى رئيس حكومة "ملكي اكثر من الملك" كما وصفه خصومه السياسيون. هذا الدور الذي قام به بنكيران لم يشفع له ولم يجنبه مدفعية اناس ظلوا يتربصون لافشال التجربة ولافشال حكومة بنكيران واستعملوا كل الاسلحة وتحرك هؤلاء في كل الاتجاهات برلمان واعلام وادارات عمومية، حاول رئيس الحكومة ان يبعث اكثر من مرة رسائل تحذير لهم، لكن من نعتهم ب"العفاريت" استمروا في توجيه الضربات الموجعة الى اول رئيس حكومة يختاره المغاربة بعد انتخابات نزيهة استطاع هؤلاء ان يتعبوا رئيس الحكومة وان يشغلوه بحروب غير مهمة، ودفعوه الى رفع درجة التهديد فقد حذر من عودة التحكم وكان يقصد في كل رسائله مستشار الملك فؤاد عالي الهمة وان لم يذكره في اية مرة، فمن خرج في مسيرات حركة عشرين فبراير خرج للاحتجاج على محيط الملك وتحكمه في السياسة كما في الاقتصاد التصريج الذي ادلى به بنكيران الى "الصباح" كان نتيجة طبيعية لحرب غير متكافئة بين رئيس حكومة منتخب وبين "عفاريت" هاجسهم الدفاع عن مصالحهم ومصالح اسيادهم وما قام به المخزن الذي دفع ببنكيران الى الاعتذار ما هو الا مقدمة لتغييرات كبيرة قد تقع وهو ما حذر منه في يوم سابق القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي محمد اليازغي هناك مصادر تحدثت ل"كود" عن حرب نفسية ضد بنكيران كي استعدادا لدفعه الى قبول تعديل حكومي او ما شابه ذلك لقد ادل القصر بنكيران عندما عين ادريس جطو على رأس المجلس الاعلى للحسابات دون حضوره وهناك مصادر قالت ل"كود" انه ابلغ بالخبر ثم عاودوا الاتصال به كي يخبروه بعدم الحضور الى القصر. رئيس الحكومة كان قد اوضح في حواره مع "الجزيرة" انه باستثناء المناصب الدينية والعسكرية فكلمته يؤخذ بها في التعيينات الاخرى وعليه فمنطقي ان يكون على علم وان يحضر حفل التعيين، كما انه غاب عن تقديم والي بنك المغرب الجواهري محمد لتقريره امام الملك، فمع الدستور الجديد ومع كل ما شهده المغرب كان حري برئيس الحكومة ان يحضر الى تقرير يحدد اولويات حكومته الغضبة الملكية على بنكيران تظهر ان امورا كثيرة مازالت على حالها وان رجالات كثر مازالوا يتحكمون في الوضع ويسيرونه وان الشرعية الشعبية ليست كافية لرئيس الحكومة كي يمارس مهامه باستقلالية اشياء كثيرة تنتظر بنكيران وحكومته التي ورثت وضعية اقتصادية صعبة وزادتها المستجدات الدولية والاقليمية صعوبة