نبه محمد اليازغي، القيادي في حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سابقا، إلى أن ما يميز المغرب هو "إعادة بناء شرعية الملكية عندما تحالف محمد الخامس مع الحركة الوطنية، وليس أن الملكية فيه منذ 12 قرنا كما يقال في العديد من الكتابات، وهذا ما يفسر شعبية الملكية اليوم". فسر اليازغي كلامه، الذي جاء في سياق استعراض مسيرته السياسية منذ التحاقه بحزب الاستقلال وإلى غاية مشاركته في الحكومات الثلاثة الأخيرة بمناسبة تكريمه يوم أمس بالرباط في مؤسسة "لامينوديير"، بأن "المغاربة رفضوا السلطان مولاي حفيظ لما وقع عقد الحماية كما رفضوا بن عرفة ولم يكونوا يعرفون مولاي يوسف، ولكنهم تشبثوا بمحمد الخامس عندما تحالف مع الحركة الوطنية". تحالف محمد الخامس مع الحركة الوطنية كان أساسه ميثاق لبناء الدولة الديمقراطية بعد الاستقلال، يضيف اليازغي، مشيرا إلى أن حزب الاستقلال كان يعتقد بضرورة تحرير البلاد أولا قبل بناء الديمقراطية بخلاف حزب الشورى والاستقلال الذي كان يدعو لبناء مؤسسات ديمقراطية ولو في ظل الحماية. كما استعرض اليازغي جوانب من سنوات الرصاص والصدامات العنيفة و"التراجيدية أحيانا" التي عاشها المغرب على عهد الحسن الثاني، مستشهدا بكلمة لأحمد بلافريج قال فيها بعد تولي الحسن الثاني الملك "الآن ستقطع الرؤوس". كما أضاف اليازغي، الذي نجى من محاولة اغتيال في سبعينيات القرن الماضي "الكل يتحدث عن سنوات الرصاص دون أن يعرف بالضرورة كيف كان هذا الرصاص، يكفي أن نذكر أن مظاهرة 23 مارس 1965 قتل فيها 1600 شهيد. لقد كان المناضلون يقتلون ويلقى بهم في الشواطئ دون أن يعرف من قتلهم، فضلا عن الإعدامات والاعتقالات". إلى ذلك يضيف اليازغي أن المغرب كان محاصرا بأنظمة غير ديمقراطية حينما كان يخوض معركة الديمقراطية في الستينات. "كان هناك فرانكو في الشمال والجنوب وسالازار في البرتغال وبومدين في الشرق. لم يكن هناك مناخ يساعد على دعم الديمقراطية كما حصل لاحقا". غير أن الحسن الثاني "قام بنقد ذاتي واعترف في نهاية حكمه بأنه فشل في بناء الدولة حينما تحدث عن السكتة القلبية" يوضح اليازغي، في سياق حديثه عن التناوب التوافقي وانتقال العرش. هذه التحولات جعلت المغرب، في رأي اليازغي، "البلد الوحيد الذي يملك هياكل الاستقبال الإيجابي للديمقراطية حينما حلت موجة الربيع العربي في 20 فبراير".