انتقد محمد اليازغي، القيادي في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، تصريحات قال فيها رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران «إن تنزيل الدستور من اختصاص الملك». وقال اليازغي، خلال حفل تكريمي نظم أول أمس بالرباط، بمناسبة صدور كتابه «سيرة وطن مسيرة حزب»، بتعاون مع الصحافي محمود معروف، إن التأويل الديموقراطي للدستور من اختصاص رئيس الحكومة الحالي وليس من اختصاص الملك وحده، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن عدم تحمل بنكيران لمسؤوليته في هذا الباب ستكون له عواقب خطيرة على مستقبل البلاد. وأضاف اليازغي أن الحكومة الحالية لم تبين إلى حدود الآن أي مؤشرات إيجابية لتنزيل صحيح وتأويل ديمقراطي للدستور الذي صوت عليه المغاربة. و«قطر» اليازغي «الشمع» على نظام الراحل الحسن الثاني، إذ قال في هذا الصدد إن «الميثاق الذي جمع محمد الخامس ومكونات الحركة الوطنية بعد حصول المغرب على الاستقلال لم ينجح بسبب قوة ولي العهد آنذاك». وقد فجر في هذا المنحى قنبلة من العيار الثقيل حين كشف بأن أحمد بلافريج، أحد أبرز قادة الحركة الوطنية، قال يوم موت محمد الخامس ومجيء الحسن الثاني: «دابا الريوس غادين يبداو يتقطعو». وأضاف اليازغي أن الحسن الثاني لم يتحدث عن «السكتة القلبية» إلا بعد أن فشل في بناء دولة قوية، حيث عاد إلى منهجية محمد الخامس القائمة على التحالف مع أحزاب الحركة الوطنية في إطار حكومة التناوب. وأثنى اليازغي في المنحى ذاته على الملك محمد السادس قائلا إن «محمد السادس أعطى صورة إيجابية، خاصة باهتمامه بالفئات المهمشة والمحرومة، الشيء الذي جنب المغرب الدخول في أزمة حقيقية». وأوضح اليازغي أن المغاربة لم يهتموا بالملكية إلا بعد التحالف الذي وقع بين محمد الخامس والحركة الوطنية وليس كما يقول البعض إن هذا الاهتمام يرجع إلى 12 قرنا من الزمن، مشيرا في هذا السياق إلى أن المغاربة «لم يعيروا اهتماما بالسلطان مولاي يوسف وكانوا يعتبرون المولى عبد الحفيظ سلطان ديال النصارى». وحول حركة 20 فبراير، لم يفوّت اليازغي الفرصة لتوجيه رسائل مشفرة إلى خصمه عبد الإله بنكيران، إذ أشار إلى أن «المغرب وجد هياكل الاستقبال الإيجابي بفعل النضال الديمقراطي الذي بدأ في الستينيات من القرن الماضي».