في تبريره لتوجيه الدعوة لحضور مؤتمر حزب "العدالة والتنمية"، قال محمد يتيم عضو الأمانة العامة للحزب الذي أشرف على تنظيم المؤتمر إن الإسرائيلي عوفير برانشتاين دعي من طرف أعضاء الحزب بفرنسا بصفته رئيس "منتدى السلام" بباريس وأحد مناصري القضية الفلسطينية. وقال السيد يتيم لموقع "هسبرس"، "من المستحيل والمستبعد أن يقوم حزبنا باستضافة صهيوني، لأننا ضد التطبيع، ومواقفنا واضحة في هذه القضية"، موردا وجود "محاولات مُغرضة من بعض المنابر الاعلامية التي روّجت لهذه المغالطة وركزت عليها، وتريد التغطية على النجاح الكبير الذي عرفه المؤتمر الوطني السابع لحزب العدالة والتنميّة، وكذا زيارة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس".. ودائما وفق تعبير محمّد يتيم. لكن قبل نحو سبعة أشهر من هذا التصريح كان عوفير برانشتاين، صهيونيا، وذلك حسب جريدة "التجديد"، التي كتبت في عددها الصادر يوم 18 نوفمبر 2011، تحت عنوان: "صهاينة في ضيافة أماديوس في طنجة"، أن الوثائق الرسمية للمشاركين في الدورة الرابعة لمنتدى ميدايز 2011، الذي افتتح يوم الأربعاء 16 نونبر 2011 بطنجة، كشفت "عن مشاركة شخصيات إسرائيلية غير رسمية، تقدم نفسها مناضلة من أجل السلام بين المحتلين الإسرائيليين والفلسطينيين وفي مقدمة هؤلاء المشاركين عوفير بونشتاين، الذي لا يوجد اسمه في لائحة المشاركين في الموقع الإلكتروني لميدايز 2011، إلا أن الوثائق الرسمية للمنتدى، أظهرت مشاركته، باعتباره رئيس المنتدى الدولي للسلام، ويتم تقديمه في عدد من المحافل، بصفة مساعد سابق للصهيوني إسحاق رابين، رئيس الكيان الصهيوني سابقا، كما حصل مؤخرا على جواز سفر فلسطيني سلمه له محمود عباس، رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، بسبب (مساعيه للسلام)". وأضافت نفس الجريدة "لم تتم الإشارة إلى الجنسية الصهيونية لأفير برونشتاين، في وثائق ميدايز 2011، وسيشارك صبيحة يوم الجمعة 18 نونبر 2011 ، في ندوة حول (الديمقراطيات العربية والمجتمع المدني الإسرائيلي، أي فرص لتحقيق السلام للشعوب؟)، والتي سينشطها شارلز إندرلان، وهو صحفي إسرائيلي، ذو أصول فرنسية، هاجر قبل أكثر من أربعين سنة إلى الكيان الصهيوني، وحصل على صفة (المواطن الإسرائيلي) بعد سنتين، وفي التسعينات خضع للتجنيد الإجباري، واشتغل بالإذاعة الإسرائيلية، ويعمل حاليا مدير مكتب قناة فرنسية بالقدس كما سيشارك في الندوة، أحمد الطيبي، العضو العربي في الكنيست (الإسرائيلي)، وكذا سمان خوري، الفلسطيني المنحدر من القدسالشرقية، وهو أحد المساهمين في وثيقة مبادرة جنيف لحل (النزاع الفلسطيني الصهيوني)". ولم تكتف الجريدة بهذا القدر من المعلومات الدقيقة بل أوردت تصريحا لعبد الرحيم الشيخي، منسق (المبادرة المغربية للدعم والنصرة)، يعتبر فيه أن المشرفين على معهد أماديوس، يصرون مرة أخرى، "على الحضور الإسرائيلي المرفوض، سواء بطرق مباشرة أو غير مباشرة". وأضافت الجريدة أن عبد الرحيم الشيخي، أدان في تصريح لها ما سماه ب"الأساليب التطبيعية الملتوية، التي لا تخدم القضية الفلسطينية"، ويرى أنه "كان الأولى التفكير في كيفية مواجهة الاعتداءات الصهيونية المتكررة على الفلسطينيين، والوقوف في وجه مشاريع التهويد التي تتعرض لها القدس ومآثرها التاريخية، ومن بينها باب المغاربة".