انتهت أمس الأزمة بين الدول الخليجية التي بدأت بسحب سفراء السعودية و الإمارات و البحرين من قطر بعقد مفاوضات طالبت فيها الدول الخليجية الثلاث من قطر غلق قناة الجزيرة نهائيا و بعض مراكز الأبحاث التابعة لها ووقف الدعم القطري لجماعة الإخوان المسلمين في مصر. مصادر إعلامية متعددة ذكرت أن المفاوضات أسفرت عن تفاهم قطري مع الثلاثي الخليجي وافقت فيه على تغيير الخط التحريري تدريجيا لقناة الجزيرة بحيث لا تمس بالأمن الداخلي لها وأن تغير من خطابها تجاه ما كانت تسميه الانقلاب العسكري في مصر. كما تناقلت نفس المصادر خبر موافقة الأمير القطري على إبعاد الشيخ يوسف القرضاوي رئيس ما يسمى بالمجلس العالمي لعلماء المسلمين عن الحياة السياسية في المرحلة الأولى حيث تم منعه بالفعل من إلقاء خطبة الجمعة الماضية بالدوحة كما تستعد السلطات القطرية لإبعاده إلى تونس مع مجموعة كبيرة من قيادات مصرية للجماعة المحظورة رغم تمتعه بالجنسية القطرية. ورغم إنكارالقرضاوي في تصريحات أمس عن نية ترحيله إلا أن مراقبين أكدوا بالفعل تغير لهجة قناة الجزيرة تجاه الحكومة المصرية الحالية وانتشار رجال الأمن حول إقامته. وهكذا بدأت دوافع استقالة الأمير القطري السابق تتضح،حيث أن فشل رهانه على الربيع العربي و جماعة الإخوان المسلمين و صمود بشار الأسد و سيطرة الجيش المصري على مقاليد الحكم، كلها عوامل عجلت بدفعه إلى الاستقالة و إعادة ترتيب السياسة الخارجية لقطر مع مقدم ابنه الأمير تميم. وقال المحللون أن قطر ستوقف دعمها للمتمرديين الحوثيين في اليمن أيضا.فيما لم تتضح إلى حد الاَن كيف سيكون موقف الدول الخليجية، التي تعادي جماعة الإخوان المسلمين عداءا تاريخيا و تحاول بكل الوسائل إجهاض تجاربها حتى في بلدان مختلفة سياسيا مثل تركيا ،كيف سيكون موقفها من الحكومة المغربية التي يقودها حزب العدالة و التنمية ذي المرجعية الإخوانية رغم إنكار قياداته المتكرر لذلك.