في أي لحظة وفي أي وقت يمكن أن يذهب الريسوني وبنكيران والرميد وأفتاتي والخلفي وباقي أعضاء حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية إلى الجهاد في سوريا وتركنا هنا في المغرب دون حكومة ودون حزب حصل على الأغلبية في الانتخابات. الذي قرأ بيان علماء المسلمين السنة من أجل نصرة سوريا والنفرة والجهاد ضد الشيعة الروافض أذناب إيران الصفوية المجوسية يستشف أن الجنرال أحمد الريسوني يعد العدة لاجتياح دمشق وتحريرها، يتبعه الموقعون المغاربة على البيان، وكتيبة التجديد الطلابي ومشاة شبيبة التوحيد والإصلاح ونساء منتدى الزهراء وحجابي عفتي اللواتي سيطبخن للمجاهدين في بلاد الشام.
ومع تنطع وإصرار حسن نصر الله وحزب الله على التدخل في سوريا، فقد نستيقظ غدا ولا نجد بنكيران ولا العدالة والتنمية في المغرب، لأن رئيس الحكومة يعلم أن العدو واضح هناك وليس عفريتا كما هو الحال هنا، ويعلم أن الحل هناك واضح أيضا وهو أن تقتل وتستشهد أو تقتل عدوك وتنصر أهل السنة والجماعة، وليس معقدا مثل إصلاح صندوق المقاصة والوفاء بالوعود التي قطعوها.
ليس من مصلحة أحد أن تذهب حركة التوحيد والإصلاح إلى سوريا وتتخلى عنا وعن تسيير أمورنا، وأحذرها أنها لو فعلت ذلك، فإن التماسيح والعفاريت ستنظم في هذه الحالة انتخابات سابقة لأوانها، وستستغل سفركم من أجل الجهاد ليعود التحكم من جديد وينتهي فصل الربيع قبل أن تتفتح أزهاره.
أتفهم الملل الذي يشعرون به في حركة التوحيد والإصلاح، ولهذا أرى من الضروري أن يجد حميد شباط حلا وأن يلتقي بالملك في أقرب وقت أو يتراجع عن تهديده بالانسحاب، وإذا تأخر وبقي المشكل مطروحا، فإن الريسوني والحمداوي ومولاي عمر سيأخذون بنكيران إلى سوريا، وسنتيتم وسنفقد أروع رئيس حكومة، بعد أن تعونا عليه ولم نعد نطيق التخلي عنه.
يقول المغرضون إن لا أحد في التوحيد والإصلاح مستعد للجهاد في سوريا، وإنهم دائما يورطون الرعاع والسلفيين ليتفجروا في بلدان الله، وأن لا أحد منهم سيذهب إلى دمشق، وإنهم يسافرون فقط إلى قطر والسعودية وتركيا، وكل ما يفعلونه أنهم يوقعون على البيانات، ويتحولون إلى علماء، ويطلبون من السلفيين أن يتحولوا إلى إرهابيين باسم الجهاد ويستشهدون بدلهم، لكني لا أصدق هؤلاء المغرضين، وأعلم أن الموقعين جادون هذه المرة، وأنهم غاضبون، وأعلنوا النفير العام، وقد يذهبون في الأيام القليلة المقبلة ليلتحقوا بجبهة النصرة، ويخلو الجو لحميد شباط وحزب الاستقلال، وسيتعذر حينئذ على الصحفيين الاتصال بأفتاتي، وستندم المعارضة كثيرا حين لا ينفع الندم لأنها استكثرت على بنكيران حصته في الكلام في البرلمان، وسيعض الإعلام أصابعه ندما على كل التشويش الذي قام به. لا، لا، لا تذهبوا إلى سوريا، لا تتركونا ولا تحرمونا منكم، وإذا كنت مصرين على الجهاد، يمكن أن نصنع لكم شيعة في المغرب لتقتلوهم دون اضطرار إلى السفر والاغتراب، وسأقول لكم سرا، فالبطالة رجل شيعي، اقتلوه، والفساد رافضي، شقوا صدره والتهموا قلبه، رغم أن المشوشين يدعون أن الريسوني وإخوانه أرسلوا ويرسلون السلفيين فقط ليموتوا في البوسنة وأفغانستان والعراق، أما هم فيكتفون بالتوقيع على بيانات الجهاد، وبإرسال أبنائهم إلى تركيا.