أعلن المكتب السياسي لحزب "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية" في اجتماعه الأخير عن تضامنه مع الناشط الأمازيغي أحمد عصيد بعد الهجمة التي تعرض لها من طرف شيوخ سلفيين كفروه بشكل علني أمام الرأي العام. وعبر بلاغ للمكتب السياسي توصل "كود" بنسخة منه عن قلق شديد بعد "الهجمة التكفيرية المتصاعدة التي انخرطت فيها عدد من القوى الرجعية، وعززها رئيس الحكومة عبد الاله بنكيران نفسه، لتحويل الأنظار عن المشاكل الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة التي يعيشها المغرب، ومحاولة لتغطية الفشل الذريع في إدارة الشأن العام". البلاغ نفسه اعتبر "أن الاختلاف في وجهات النظر لا يمكن أن يواجه بالتكفير"، مؤكدا أن "ما يحصل هو جزء من توجه عام بدأ ينخر المجتمع المغربي، مما يدعو إلى فتح نقاش وطني حول الشأن الديني في المغرب ومشروعية إصدار الفتاوي من طرف من يطلقون على أنفسهم فقهاء وشيوخ، الشيء الذي يتنافى مع دستور البلاد". وكان الشيخ السلفي حسن الكتاني قد وصف في تصريح خطير أحمد عصيد ب"عدو الله"، أما الشيخ السلفي محمد الفزازي فقد صرح قائلا: "لقد حاورت "عصيد" أكثر من مرة ولساعات طويلة... وحاولت هدايته بكل ما أوتيت من قوة، وأعترف أنني فشلت في إقناعه بعظمة الإسلام وجلال القرآن وصدق النبي الرحمة المهداة... صلى الله عليه وعلى آله وسلم. بل ما زادت دعوتي عصيدا إلا نفورا". أما عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة وبدل أن ينتقد تكفير مواطن مغربي علانية ويدافع عن حقه في التعبير وجد المبررات لتكفير السلفيين لعصيد في تصريح خطير خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر شبيبة "العدالة والتنمية": "إنه ليس من المعقول التعريض للرسول صلى الله عليه وسلم، لأنه سيد الخلق.. ولا نقبل بهذا"، وكأن عصيد بالفعل تعرض لنبي الإسلام في حين أنه لم يعبر سوى عن موقف عادي ولا يصل إلى درجة انتقاد الرسول محمد.