بوفاة هوغو تشافيز تكون جبهة البوليساريو قد فقدت واحدا من أكبر داعميها بأمريكا اللاتينية والذي سبق أن أعلن صراحة عشية انتخابه للمرة الأولى لرئاسة فنزويلا أنه سيكون صوتا للجبهة في مختلف المنتديات الدولية و كذلك فعل إلى أخر أيام حياته. خلال فترة رئاسته لفنزويلا استطاعت جبهة البوليساريو أن تنعش تواجدها وتقويه بمنطقة أمريكا اللاتينية بعد أن عرف تقلص حضورها بشكل لافت نهاية تسعينيات القرن الماضي خصوصا مع وصول الاشتراكيين المغاربة إلى الحكم وقيام عبد الرحمان اليوسفي الوزير الأول آنذاك بجولات مكوكية لدى رفاق الأممية الاشتراكية من أجل حثهم على الأقل على تبني مواقف متوازنة إن لم تكن مساندة للمغرب وهو ما سجل بالفعل مع تقلص الدول المعترفة بالبوليساريو وتجميد مجموعة أخري لاعترافها.
غير أن صعود هوغو تشافيز إلى كرسي رئاسة فنزويلا وتبنيه لأحزاب اليسار بأمريكا اللاتينية مكن البوليساريو من التوغل بقوة في المنطقة وأصبح محمد عبد العزيز زعيم البوليساريو يشغل كرسيا فخما في المنصة الرسمية التي تحتضن مراسيم تنصيب رؤساء مجموعة من دول أمريكا اللاتينية.
تحالف الراحل هوغو تشافيز والرئيس البوليفي إيفو موراليس أعطى دفعة قوية للبوليساريو سواء على صعيد أمريكا اللاتينية أو مجموعة من المنتديات الدولية التي تعرف سجالا بين المغرب و البوليساريو حول قضية الصحراء مثل اجتماعات منظمة دول عدم الانحياز و لقاءات المنتدى الاجتماعي العالمي و تظاهرات الأممية الاشتراكية التي كانت آخرها بالبرتغال حيث عاد ادريس لشكر و رفاقه من اشتراكيي المغرب يجرون أذيال الهزيمة بعد نجاح لوبي تشافيز في إقناع اشتراكيي العالم بتبني مطلب تقرير مصير الشعب الصحراوي.
وفاة تشافيز أعادت إلى الأذهان الأجواء والتعليقات التي صاحبت إعلان وفاة العقيد الليبي الراحل معمر القذافي حيث لا تكاد تخلو من عبارات التشفي والشماتة الناتجة أساسا عن مواقفهما من نزاع الصحراء.