سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اليوم تختار الباطرونا مريم بنصالح رئيسة في انتخابات بدون طعم. الهمة بعد الماجيدي من الباطرونا وحوراني يؤدي ثمن تقاربه من بنكيران ورجال الأعمال متشبثون بسياسة "ترفح وسد فمك"
تجرى يومه الأربعاء 16 ماي انتخابات لاختيار رئيس أو رئيسة على رأس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، انتخابات تفتقر إلى مقومات الديموقراطية وهي التنافسية، إذ عبد الطريق أمام سيدة الاعمال مريم بنصالح كي تقود هذا الاتحاد، ولما أعلنت ترشيحها انسحب كل منافسيها بما فيهم رئيس الاتحاد المنتهية ولايته محمد حوراني. انتخابات تتناقض والدستور الجديد هذه هي الانتخابات الثالثة على التوالي التي تجرى داخل الاتحاد بمرشح وحيد تدعمه جهات عليا في الدولة. لكن مع معطى أساسي ومهم هو أن رجال الأعمال خرجوا إلى الشارع للاحتجاج والمطالبة بالتغيير مع حركة 20 فبراير، ورغبوا أن يتمتع الاتحاد باستقلالية عن الدولة، غير أن كل ذلك لا أثر له في انتخابات اليوم.
تفسير هذا الموقف السلبي يجد مبرره فيما صاغه رجل الاعمال كريم التازي في حوار مع "كود" يوم أمس الثلاثاء (مازال منشورا في الموقع) إذ أوضح أن أرباب العمل قبلوا بمبدأ "ترفح وسد فمك"، مؤكدا أن هذا الصمت له تبعات لأنه يجعل الاتحاد غير مستقل فيفقد كثيرا من مصداقيته. وأكد التازي في حواره مع "كود" أن وضعية الاتحاد خطيرة "لأن الوضعية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب هي وضعية مُقلقة للغاية والبلد في حاجة إلى جرأة من أجل النهوض والازدهار من جديد".
جبن رجال الأعمال وهيمنة رجال القصر على الباطرونا
وأن المغرب في حاجة "إلى أناس جريئين في الحكومة وفي المعارضة وعند أرباب العمل والنقابات"، وعبر عن أمله أن تكون بنصالح واعية بكل هذا وأن تحاول أن تجعل من الاتحاد العام لمقاولات المغرب قوة اقتراحية في مجال الإصلاحات الاقتصادية وفاعلا مهما في النقاشات الاقتصادية والاجتماعية".
في انتظار هذا الأمر ويبدو بعيد المنال، جاء ترشح مريم بنصالح، كمرشحة مقربة من فؤاد عالي الهمة وقد فهم محمد حوراني الرئيس المنتهية ولايته الرسالة، هذا الرئيس المحسوب على محمد منير الماجيدي، (مدير الكتابة الخاصة للملك) وأدى ثمن تقاربه مع حكومة عبد الإله بنكيران نتج عنه توقيع اتفاقية بين الجانبين بالصخيرات قبل أسابيع، كما عبر حوراني أكثر من مرة عن دعمه لهذه الحكومة، ورغم محاولته الأخيرة بانتقادها بخصوص تدبير دفاتر التحملات، إلا أن هذا التغيير في الموقف جاء في الوقت بدل الضائع.
مريم بنصالح المرشحة المقربة من فؤاد عالي الهمة ستنهي احتكار أتباع الماجيدي لرئاسة هذا الاتحاد، ليستمر رجال الأعمال في اتباع السياسة التي شرحها كريم التازي ل"كود" "ترفح وسد فمك"، ويخسر المغرب والنقاش الدائر فيه طرفا مهما وفاعلا كان سيغني هذا النقاش لما فيه مصلحة مستقبل المملكة.