"يجب أن تكون مدونة الأسرة (المغربية) كلها متوافقة مع الشريعة بعدما وصلتم إلى مركز القرار".. هكذا خاطب فؤاد آل عبد الكريم، المشرف على مركز آسيا لدراسات المرأة والأسرة بالعربية السعودية قيادات في حزب العدالة والتنمية وحركة التوحيد والإصلاح، في لقاء نظمته هذه الأخيرة نهاية الأسبوع المنصرم بالرباط، حضره شيوخ وهابيون ووجوه من الحركة "الإسلامية" في كل من (مصر، الكويت، والسعودية )، إلى جانب سلفيي المغرب أبرزهم الكتاني وأبو حفص. اللقاء كانت الغاية منه مناقشة القيم وتدافعها، والدور الذي يجب أن يلعبه "الإسلاميون"، بعد أن أوصلتهم رياح "الربيع العربي" إلى كراسي الحكم. ومن أبرز المهام الموكلة إليهم كما اجمع الحاضرون في اللقاء هي تجديد "منظومة القيم" عند الشعوب العربية المسلمة ومنها الشعوب المغاربية، في مشروع بدأ تنفيذه في كل من (مصر، والجزائر، والسعودية، والكويت)، وسيشمل حتى المغرب، كما كشف فؤاد آل عبد الكريم ذلك في اللقاء نفسه. ولم يكتف المشاركون بحشر أنوفهم في الشأن المغربي الداخلي، بل تجاوزوا ذلك إلى حد الدعوة من تفريخ الجمعيات ذات التوجه الوهابي لخدمة مشروعهم. هذه الجمعيات ستحظى بالدعم المالي من طرف شيوخ الخليج لقطع الطريق، على ما وصفه باسم خفاجة، أحد وجوه "الحركة الإسلامية"بمصر، على "المشروع العلماني القذر"، الذي دعا بدوره حزب العدالة والتنمية على ضرورة فرض توجهها في المغرب. وكانت كلمة وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، الذي أصر على تقديمه كباحث، متناسيا أن موقعه اليوم لا يسمح له بخلع جبة المتحدث باسم الحكومة في لقاءات كهذه، أقل حدة وحاول من خللها الدفاع عن التنوع بنبرة قليلة الحماس، لكنه كشف عن مخطط التحكم في المشهد الإعلامي والتواصلي لتوجيه دفة مخاطبة المشاهد والمتلقي إلى مت يخدم أجندات " الإسلام السياسي".