اهتدت عناصر الشرطة القضائية بورزازات إلى الكشف عن هوية مرتكب جريمة القتل التي ذهب ضحيتها، أول أمس السبت٬ أحد سائقي سيارة الأجرة الصغيرة بفضل قبعة خلفها الجاني في مسرح ارتكاب الجريمة. فبعد توصل السلطات الأمنية بخبر حول اصطدام سيارة أجرة صغيرة بأحد الأعمدة الكهربائية وبداخلها السائق الذي فقد الحياة٬ توجهت عناصر الشرطة القضائية إلى عين المكان٬ حيث عاينت الضحية وقد تلقى ضربة بواسطة أداة حادة في العنق٬ ليتم إشعارها بعد ذلك بتواجد فتاة في المستشفى الإقليمي بورزازات وقد تلقت بدورها ضربة مماثلة. واتضح من خلال الإفادات التي أدلت بها الفتاة أنها امتطت سيارة أجرة صغيرة على إثر مغادرتها لإحدى الحانات٬ وقبل الإقلاع امتطى الجاني المقعد الخلفي للسيارة طالبا من السائق إيصاله إلى حي "تابونت" التابع للجماعة القروية "تارميكت"، التي يمنع على سيارات الأجرة الصغيرة تأمين الرحلات إليها. وفي الوقت الذي حاول فيه الجاني إغراء السائق بالمال لإيصاله إلى مكان قصده٬ كان هذا الأخير٬ الذي لم يخضع للإغراء٬ يتبادل الحديث مع الفتاة التي كانت في حالة سكر٬ ليلجأ الجاني إلى مباغتة السائق ثم الفتاة بطعنتين بواسطة سكين على مستوى العنق٬ ثم يلوذ بالفرار. وحاول سائق سيارة الأجرة الإسراع بالالتحاق بالمستشفى الإقليمي لورزازات قصد إسعافه٬ إلا أن النزيف الذي أصيب به جعله يخر صريعا وهو في الطريق إلى المستشفى٬ بينما تمكنت الضحية الثانية من الوصول إلى المستعجلات على متن سيارة أجرة. وأفادت وكالة المغرب العربي للأنباء، أنه على إثر التحريات الأولية التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية٬ قامت هذه الأخيرة بعرض القبعة والنظارتين اللتين عثر عليهما في مسرح الجريمة على العاملين في الحانة٬ ليدلي هؤلاء ببعض أوصاف الجاني، الذي اتضح من خلالها أنه من سكان حي تابونت٬ وأنه يعمل في سلك الجندية. وبعد إلقاء القبض على المتهم٬ ومواجهته بما يفيد تورطه في جريمة القتل٬ اعترف بالتهمة المنسوبة إليه٬ حيث أعيد تمثيل وقائع الجريمة مساء أمس الأحد٬ ليسلم الجاني إلى الحامية العسكرية بورزازات في انتظار إحالته على العدالة.