تعيين بوشعيب الرميل، 63 سنة، متزوج وأب لثلاثة أبناء، أمس الثلاثاء لم يكن مفاجئا لموظفي الإدارة العامة للأمن الوطني، فالرجل عمل فيها لسنوات، وتدرج في عدد من مناصبها. غير أن ما يجهله الكثيرون، حسب ما جمعته "كود" من أخبار، هو أن ابن سيدي بنوربإقليمالجديدة، بحالو بحال مصطفى الرميد، وزير العدل والحريات، بدأ مساره المهني بالتعليم. درس بالحي المحمدي بالدارالبيضاء لسنوات، ثم التحق بالأمن. حينها كان هذا الالتحاق خيانة بالنسبة لرجال التعليم نظرا للاحتقار الذي كان يكنه المعلمون، (اليساريون) لقطاع الشرطة. غير الرميل بوشعيب مساره وبدأ حياة مهنية جديدة سنة 1981، تدرج في هذه الإدارة التي التحق بها بتجربة مهنية. ابتسم له الحظ وعين عميدا مركزيا بمدينة المحمدية. سيعود إلى الحي المحمدي بالدارالبيضاء، وفق ما جمعته "كود" من أخبار، ليعين رئيس أمن هذا الحي الشهير. استمر الرميل في الصعود، وانتقل إلى فاس التي عين فيها رئيسا للأمن الإقليمي. بعد فاس عاد إلى مدينة الدارالبيضاء التي عاش فيها نسبة من حياته، هذه المرة بمنصب كبير يتعلق الأمر بوالي أمن الدارالبيضاء.
الدارالبيضاء كانت وبالا على أكثر من والي أمن، والرميل لم يسلم من لعنتها، إذ أبعدته غضبة ملكية عن المدينة وعوقب بتعيينه في مدينة تاوريرت.
بعد مجيء حميدو لعنيكري على رأس الإدارة العامة للأمن الوطني، عينه مديرا للأمن العمومي ثم منسقا للمصالح المركزية للإدارة العامة للامن الوطني (منصب لم يعد في هيكلة الإدارة الحالية). أصبح، وفق معطيات حصلت عليها "كود"، الرجل الثاني في الإدارة العامة. بعد تلك التجربة سيبدأ في النزول، إذ أبعد عن الإدارة العامة وعين واليا للأمن بمدينة العيون.
بعد سنوات طويلة سيغادر الإدارة العامة للأمن الوطني ويعين عاملا على إقليم مديونة. أمس الثلاثاء، حسب مصادر متطابقة ل"كود"، جاء إلى العمالة على الساعة الثامنة صباحا، لم يمض فيها أكثر من خمس دقائق، حمل عدة التعيين (سلهام وجلابة بيضاء) وطار إلى الرباط، هناك كان ينتظره تعيينه على رأس الإدارة العامة للأمن الوطني.
مصادر ل"كود" قالت إنه ورغم أن رئيس الحكومة من يقترح تعيين كبار المسؤولين، فإن اقتراحه رفقة شخصين آخرين، لم يكن حكوميا، وأن ما قام به وزير الداخلية محاند العنصر والوزير المنتدب في الداخلية الشرقي الضريس الذين حضرا تعيينه من قبل الملك، كان بروطوكوليا فقط. الرميل جاء في فترة عصيبة إلى رأس جهاز ترصده كل العيون حقوقية وسياسية ونقابية وحكومية وتوجه إليه كثيرة. كما تزامن تعيينه مع احتقان غير مسبوق بمدينة تازة وأجواء مكهربة بمدن أخرى. ظروف لا أحد من المسؤولين الأمنيين يتمنى أن يعين فيها
أصحاب الإدارة العامة للأمن الوطني عبروا عن سعادتهم لهذا التعيين، لكن هذه السعادة لا يشاطرها الكل، هناك فئة تعرف أنه بمجيء الرميل بوشعيب وهو ابن المدرسة القديمة، ستطوى صفحة من الإدارة العامة للأمن الوطني وتفتح أخرى ومعها سيصبح بعض رجالات هذه الإدارة من الماضي.