اختتمت مساء الأربعاء، في مدينة برشلونة، فعاليات النسخة الثالثة لمبادرة ممارسة الأعمال doing business، التي ينظمها المركز الجهوي للاستثمار بشراكة مع مؤسسات عمومية وفاعلين في القطاع الخاص، من أجل الترويج لإمكانيات ومؤهلات جهة شمال المملكة فيما يتعلق بجاذبية الاستثمار، أمام رجال ونساء الأعمال إسبان. ونظم المركز الجهوي للاستثمار، هذه المبادرة بمعية شركائه في الغرفة التجارية الإسبانية في طنجة، والمجلس الاقتصادي المغربي الإسباني، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، ومجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، والغرفة التجارية ببرشلونة، وقد استضاف أشغال الملتقى السلطات المينائية لبرشلونة. وعرف ملتقى الأعمال حضور أزيد من 400 فاعل مهني واقتصادي، يمثلون فئات مختلفة، بينهم 150 مغربي يمثلون القطاعين العام والخاص، وأفراد الجالية المغربية المقيمة في إسبانيا. وتضمن برنامج ملتقى Doing bussiness، لقاءات ثنائية B2B جمعت المستثمرين المغاربة ونظرائهم الإسبان، تطرقا الجانبان لسبل التعاون الثنائي في المجالات الصناعية والفلاحية والخدماتية والطاقات المتجددة والابتكار. وقبل ذلك ألقى ممثلو مؤسسات القطاعين الخاص والعام بالمغرب، عروضا لإبراز مؤهلات جهة طنجةتطوانالحسيمة، داعين رجال ونساء الأعمال الإسبان للقيام بزيارات استكشافية، للاطلاع عن قرب على مزايا وتحفيزات ومؤهلات الجهة، بفضل منظومة اقتصادية ناضجة ويد عاملة مؤهلة وبيئة حاضنة لمتطلبات المستثمرين العالميين. وفي كلمته بالجلسة الافتتاحية، قال جلال بنحيون المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار، إن المغرب وإسبانيا يتمتعان منذ فترة طويلة بعلاقات غنية، تتميز بمبادلات ثقافية وتجارية مثمرة، لافتا إلى أن جهة شمال المغرب وإقليم كاتالونيا تطورت علاقتهماإلى شراكة متينة وواعدة، حيث توجد حاليا شراكات ناجحة في عدد من القطاعات الاقتصادية الأساسية؛ مثل الصناعة والسياحة والخدمات اللوجستية والتكنولوجيات الجديدة. وأكد المسؤول الأول على إدارة المركز الجهوي للاستثمار، على أهمية التعاون الثنائي بين المغرب وإسبانيا، أدى إلى أيضًا تأثير إقليمي ودولي من خلال تعزيز الاستقرار والازدهار، وذلك بفضل التكامل في الموارد والإمكانيات، إلى جانب الالتزام الشفاف والمستدام مع مرور الوقت، كما أتاح تحقيق مشاريع تنموية ذات قيمة كبيرة لاقتصادات لكلا البلدين. من ناحية أخرى، ذكر جلال بنحيون، بالأهمية المتزايدة لجهة طنجةتطوانالحسيمة، والتي أصبحت المركز الصناعي الرائد في صناعة السيارات، والمركز اللوجستي الوطني الأول والمركز الصناعي الثاني في المغرب بنسبة 17٪ من الناتج المحلي الإجمالي الصناعي الوطني، ومؤخرا بدأت تستقطب مشاريع لحقول الطاقات المتجددة. ومن أجل إبراز الحوافز التي تتمتع بها جهة طنجةتطوانالحسيمة، أشار جلال بنحيون إلى الأوراش التنموية بقيادة جلالة الملك محمد السادس، والتي أدت إلى إنشاء العديد من منصات التسريع الاقتصادي مثل منصة طنجة المتوسط الكبيرة المتكاملة ووجود نظام استثماري ناضج للغاية ومعتاد على أعلى متطلبات المستثمرين الدوليين، بالإضافة إلى توفر الموارد البشرية المؤهلة تأهيلا عاليا في مهن مختلفة. وتزامن هذا الملتقى مع زيارة الشؤون الخارجية والاتحاد الأوروبي والتعاون الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس إلى المغرب، والتي ستعرف لقاءات موسعة وخاصة مع مسؤولين مغاربة ورجال اعمال مغاربة وشركات اسبانية لتجديد سبل التعاون الاقتصادي بين البلدين. يشار بأن حجم المبادلات التجارية بين البلدين 20 مليار يورو، كما أن إسبانيا تعد الزبون والمورد الأول للمغرب، في حين تعتبر المملكة الشريك التجاري الثالث لإسبانيا خارج الاتحاد الأوروبي، ولا تتجاوزها سوى الولاياتالمتحدة والمملكة المتحدة.