في الجلسة الشفهية بالبرلمان ليوم الاثنين للي فات خرجت فاطمة الزهراء المنصوري وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة بتصريح فشي شكل عاود تاني بحال خطابها الميداني الشهير أيام قليلة ما بعد الزلزال الموجه لساكنة الحوز المتضررة. وزيرة إعداد التراب الوطني و التعمير اللي كتغيب بزاف وف الإعلام كتبان فالجلسات العامة فالبرلمان، نزلت فأكتوبر للميدان ومعاها موكب إعلامي كبير لتخاطب الساكنة المتضررة وتواسيها وتنظر في احتياجاتها لتعيد لها ثقتها بالمؤسسات، فإذا بنا نفاجأ جميعا بخطاب هزيل من نمط "قال ليكم سيدنا ما تخافوش راه كلشي غادي يدوز مزيان.. وقال ليكم سيدنا غير طمنو" صراحة، خلعنا هذا النوع من الخطاب كمتتبعين للشأن السياسي لأننا ظننا أنه انقرض منذ العصور الوسطى عندما كان البراح يدور في المناسبات في دروب وأزقة الأحياء ليخبر الساكنة بما يقوله الحاكم. هاد النوع من الخطاب لا يناسب العصر الحديث ولا يناسب مقام وزيرة بحقيبة كبيرة، أولا لأن المواطنين المغاربة كلهم، حتى اللي ساكنين فالجبال، عندهم الثقة الكاملة في ملك البلاد ويعرفون جد المعرفة أن الملك لا يبخل جهدا في توجيهاته السامية التي تصب دائما في مصلحة المواطن بينما تخوفهم الحقيقي والتاريخي هو في قدرة الحكومات والسياسيين والإداريين على تنزيل التوجيهات بنجاعة. وثانيا، لأن المغاربة لا يحتاجون للوزير بموكب كبير أن يحل عليهم ليقول لهم إطمئنوا ف الملك معكم، هما راه عارفين بلي سيدنا معهم دائما، هم يحتاجون لخطاب قوي بكاريزما متمكنة والتي من المفروض أن تعكس نجاعة ونزاهة الحكومة التي ستنزل التوجيهات الملكية لدعم الساكنة، لأن مؤسسة الملك ثابتة في هذا البلد بخلاف الحكومات المتغيرة وهذا هو سبب ضعف ثقة المواطن في الحكومة. السياسي القوي هو الذي يستطيع أن يترجم تصورات المشاريع بلغة سلسة وأفكار مبسطة يستطيع المواطن أن يستوعبها ولكن ليس لدرجة مخاطبة مواطن القرن الواحد والعشرين على أنه مواطن القرن الخامس عشر حتى لو كان يعيش في مناطق نائية، حفاظا على كرامة المواطن، ولا ننسى أننا لسنا نخاطب موكلا في دروب المحكمة ولسنا بصدد مخاطبة الساكنة المتضررة في دوار بأمزميز فقط ولكن راه في نفس الوقت نخاطب 37 مليون نسمة الحاضرين معنا عبر شاشات التلفزيون والإعلام المصاحب للسياسي في الميدان. تعود السيدة الوزيرة مرة أخرى، لتصدمنا بخطاب في البرلمان من نوعية "غادي نمشي نشكي لسيدنا بلي راه كاتعرقلوني". في موقع كيش24 "كشفت فاطمة الزهراء المنصوري، وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، أنها ستفتح ملف المشاريع واتفاقيات المشاريع المتعثرة في الدارالبيضاء، في اجتماعات تمت برمجتها مع والي جهة الدارالبيضاء-سطات، محمد مهيدية، مؤكدة أنه سيتم تبليغ الملك محمد السادس بالعراقيل التي حالت دون تنفيذها." من المؤسف صراحة أن نسمع هذا النوع من الخطاب في قبة البرلمان، وخصوصا من امرأة سياسية ننتظر منها أن تكون قدوة للنساء وأن تستطيع أن تشق الطريق في فضاء نعرف على أنه ذكوري وأن تتمكن من حل النازعات والمشاكل وتخطي العراقيل في إطار سياسي دون أن تظهر الضعف على مرأى ومسمع من المواطنين في جلسة عامة يبثها التلفزيون الوطني وتجهر بخلفيات المطبخ الداخلي وتعلن على أنها ستخبرالملك بالعراقيل. السيدة الوزيرة التي تتقاضى أجرها من دافعي الضرائب، ينتظرون منها أن تطمئنهم في البرلمان وتتحدث بإيجابية وتخبر البرلمان وعامة الشعب بخطتها لتجاوز كل الصعوبات والتحديات لأنها في موقع تنفيذي وهي ليست برلمانية تعبر عن قلقها من عرقلة المشاريع. هي راها في موقع تنفيذي ومن واجبها أن تطمئن المواطن الذي يعبر عن قلقه من تعثر مشروع ما عبر البرلماني المسائل لها كوزيرة معنية وممثلة الحكومة في القطاع المعني. يجب أن تبرهن في خطابها على أن وزارتها لا تدخر جهدا لتنزيل المشروع وبلي عندها خطة تنزيل ناجعة وعندها قدرة على الحوار مع المؤسسات الأخرى والقطاعات المشاركة فالتنزيل، لا أن تخبر العالمين عن وجود عراقيل وتعلن أنها ستشكو أمرها للملك محمد السادس. صراحة كنا ننتظر الكثير من وزيرة التعمير القيادية بحزب البام، كونها سياسية مخضرمة ومحامية متمرسة، كنا ننتظر الحضور القوي في الإعلام والخطاب السياسي الملهم والمواجه للصعوبات، فإذا بنا نفاجأ بها تنزلق في نمطية 'المرأة الشكاية'، التي تشوش على صورة النساء السياسيات وأن تحصر المرأة في قالب الاختباء الدائم وراء 'قال ليكم سيدنا'، و'كلما واجهتنا العراقيل فغادي نمشيو نتشكاو للمك'، لا تناسب النساء قياديات اليوم. الملك أعطى دفعة قوية للنساء منذ توليه العرش وفتح المجال للنساء للعمل في المناصب الرفيعة والوزارة والقيادات وتولي المسؤولية وآن الأوان أن تبرهن النساء على أنهن أهل لهذه المسؤولية وتتبنين الخطابات السياسية القوية والمواجهة للصعاب.