أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الثلاثاء من جنوبلبنان التزام بلاده بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701، الذي يؤكد على أهمية بسط سيطرة السلطات على جميع الأراضي اللبنانية. وأتت زيارة ميقاتي المفاجئة في وقت تشهد الحدود بين لبنان وإسرائيل تصعيداً، بدأ غداة شن حركة حماس هجوماً غير مسبوق في السابع من تشرين الأول/أكتوبر على إسرائيل، التي ترد بقصف مركز على قطاع غزة. وأكد ميقاتي الذي زار برفقة قائد الجيش جوزف عون مقار عسكرية وقيادة قوة الأممالمتحدة الموقتة (يونيفيل)، وفق بيان عن مكتبه الإعلامي، التزام لبنان "بتطبيق قرار مجلس الأمن الدّولي الرقم 1701، الذي تتولى اليونيفيل مسؤولية تطبيق بنوده، وإرساء الأمن والاستقرار ومساعدة الحكومة اللبنانية ممثلة بالجيش في بسط سلطة الدولة حتى حدوده الدولية". وخاض حزب الله، المدعوم من طهران، وإسرائيل حرباً مدمرة عام 2006، انتهت بصدور القرار 1701 الذي عزز انتشار قوة يونيفيل في الجنوب. وانتشر الجيش بموجبه للمرة الأولى منذ عقود على الحدود مع إسرائيل بهدف منع أي وجود عسكري "غير شرعي". وخاطب ميقاتي العسكريين اللبنانيين بالقول "حضورنا الى هنا اليوم رسالة معبرة بأنكم الأساس في حماية الوطن والذود عن كرامته". وتابع "كل الأطراف جربت وتجرب الخيارات الجانبية التي تشكل خطاً موازياً مع الخيارات الوطنية الجامعة، وكل الأطراف عادت ولو بعد حين الى خيار الدولة الواحدة الموحدة لجميع أبنائها". ومنذ عام 2006، ليس لحزب الله أي وجود عسكري مرئي في المنطقة الحدودية اللبنانية. لكن خبراء وتقارير تفيد عن نقاط ومخابىء وأنفاق للحزب يتحرك عناصره فيها. وتتصاعد وتيرة المواجهات اليومية بين حزب الله اللبناني وإسرائيل منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من أسبوعين بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، والتي أوقعت آلاف القتلى من الجانبين. وبدأ حزب الله التصعيد بقصف مواقع إسرائيلية من جنوبلبنان، وردتّ الدولة العبرية بقصف مماثل، من دون أن يخرج الطرفان عن قواعد الاشتباك المعمول بها منذ نحو 16 عاماً. وتعرضت أطراف بلدات حدودية عدة الثلاثاء لقصف إسرائيلي. وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان عن قصف إسرائيلي طال أطراف بلدتي حولا وكفرشوبا، وعن سقوط قذيفتين فوسفوريتين عند أطراف بلدة ميس الجبل. وأعلن حزب الله استهدافه موقعاً عسكرياً وثكنة في الجانب الإسرائيلي. وأكد الجيش الإسرائيلي أنه رد على مصادر النيران، وأفاد عن قصف طائراته الحربية ل"خلية إرهابية" في منطقة مزارع شبعا المتنازع عليها، ولمجموعة أخرى حاولت إطلاق صاروخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية. ونعى حزب الله في بيانات متلاحقة ستة من مقاتليه الثلاثاء، ليرتفع بذلك عدد القتلى في لبنان منذ بدء التصعيد الى 47 شخصاً، غالبيتهم من مقاتلي الحزب وبينهم أربعة مدنيين أحدهم مصور في وكالة رويترز للأنباء، وفق حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس. وأعلنت إسرائيل بدورها مقتل أربعة أشخاص جراء القصف من لبنان. وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد، من أن حزب الله "سيرتكب أكبر خطأ في حياته" إذا قرّر الدخول في حرب ضد بلاده.