سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المثقفون العرب وجهو رسالة مفتوحة لمثقفي الغرب على أحداث غزة : الموقفُ الثقافيّ من قضية فلسطين خاص يتبنى على قاعدة مرجعيّة المبادئ الكبرى الإنسانيّة بعيدا من كلّ نفاق أو خداع أو ازدواج في المكاييل
وجه المثقفون العرب وجهو رسالة مفتوحة لمثقفي الغرب على أحداث غزة. وشملت اللائحة باحثين وأدباء وفنّانين وكُتاب بحال أدونيس، عبد الإله بلقزيز، الطاهر لبيب، مرسيل خليفة، عليّ أومليل، عبد المجيد الشّرفي شوقي بزيع، إضافة إلى محمّد برّادة، نبيل عبد الفتاّ ح، باسكال لحّود، عزيز العظمة محمّد بنّيس، نبيل سليمان، عبد الحسين شعبان، علويّّة صبح، محمّد الأشعري، نصير شمّة، صلاح بوسريف، حسن نجمي، أحمد المديني، مبارك ربيع، فاضل الرّبيعيّ، موليم العروسي، واسيني الأعر ج، عبدالقادر الشاوي... ودعا المثقفون العرب ف هاذ الرسالة المفتوحة مثقّفي الغرب "إلى استنكار الجرائم الوحشيّة الإسرائيليّة ضدّ الشّعب الفلسطينيّ، وإلى الإعلان عن موقفِ تأييدٍ صريحٍ للحقوق الوطنيّة الثابتة لشعب فلسطين في أرضه"، بالإضافة إلى "حوارٍ حول هذه المسائل على قاعدةِ القيم والمبادئ العليا التي تقوم عليها الحضارة الإنسانيّة". وجاء ف هاذ الرسالة المفتوحة،"بمناسبة المواجهات التي تجري بين المقاومة الفلسطينيّة وقوى الاحتلال الإسرائيليّ في قطاع غزة ومحيطه؛ وفي مناسباتٍ أخرى من المواجهةِ سابقةٍ ، كنّا ننتظر – نحن المثقّفين العرب- من مفكّري بلدان الغرب وأدبائها وفنّانيها أن يُقابِلوا نضالَ الشّعب الفلسطينيّ من أجل حقوقه الوطنيّة المشروعة والعادلة بالنصرةِ والتأييد، أسوة بما تفعله قطاعاتٌ اجتماعيّةٌ حيّة من شعوب بلدان الغرب من خلال تظاهارتها المناصِرة للحقوق الفلسطينيّة، والمندِّدة بممارسات القمع والقتل والاستيطان والحصار وتغيير المعالم التاريخية والدّينية لفلسطين: التي تقوم بها إسرئيل في الأراضي الفلسطينيّةالمحتلة؛ بل وأسوة – أيضا – بالمواقف المبدئيّة المشرِّفة التي أفصح عنها قسمٌ من المثقّفين والمبدِعين والأكاديميين في أوروبا وأمريكا بشجاعةٍ أدبيّة عالية". وأضاف الموقعون :" لقد كنّا ننتظر ذلك من مثقّفي الغرب لأنّنا نرى فيهم الفئةَ الحيّة المُؤتمَنَة، في مجتمعاتها، على حماية المبادِئ والقيم الكبرى التي صنعتِ الحضارةَ الإنسانيّة الحديثةَ والمعاصرة؛ ولأنّنا نتقاسم وهؤلاء المثقّفين الإيمانَ بالمبادئ والقيم الإنسانيّة عينِها: الحريّة، والعدالة، والمساواة، وحقوق الإنسان، وحماية الكرامة الإنسانيّة، ونبذ التعّصّب والعنصريّة، ونبذ الحرب والدّفاع عن السّلم، ورفض الاحتلال، والاعتراف بحقّ الشّعوب في استرداد أراضيها المحتلة وفي تقرير المصير والاستقلال الوطنيّ...إلخ". وقال المثقفون العرب أنهم يشعرون، ب"وجود فجوةٍ هائلة بين ما تميل الثقافة في الغرب إلى الإفصاح عنه من رؤى وتصوُّارتٍ ومواقفَ تتمسّك بمرجعيّة تلك المبادئ، نظريًّا، وماتترجِمُه مواقفُ القسم الأعظم من المثقّفين- في الوقت عينِه – من ميلٍ إلى مناصرةِ الجلادّ المعتديعلى حساب حقوق الضحيّة المعتدَى عليه والمحتلة أرضُه، أو من الصّمت على جرائمه المتكرّرة...، فهُم يشعرون- في الآ ن نفسِه – بالفجوة الهائلة بين مبدئيّة مواقف مثقّفي الغرب في شأن قضايا أخرى في العالم-نشاطِرهُم الموقفَ في ما هو عادلٌ منها- وبين لواذِهم بالصّمت والتجاهل حين يتعلق الأمر بقضيّة فلسطين وحقوقِ شعبها في أرضه؛ الحقوق التي اعترفت بها قرارتُ الأممالمتحدة ذاتُ الصّلة ! وما أغنانا عن القولِ إنّ الفَجوات بين هاتين تترجمان مسلكا ثقافيا قائما على قاعدةِ سياسة "ازدواجيّة المعايير"؛ الأمر الذي نستقبحُهُ لأنّهُ يمسّ، في الصميم، رسالةَ الثقافة والمثقّفين". وحسب نص الرسالة المفتوحة" إذا كانت السّياساتُ الرّسميّة الغربيّة المُمالِئة لإسرائيل، والمتستِّرة على جرائمها، تبغي تزويرَ نضال الشّعب الفلسطينيّ وحركةِ الوطنيّة من طريق تقديمه بوصفه "إرهاابا"، فينبغي أن لا ينسَاق قسمٌ من مثقّفي الغرب إلى لوكِ هذه المزعمة الكاذبة لأنّ لهؤلاء الذين يروّجونها من السّياسيّين مصالحَ من وارء ذلك لا صلة لها بمصالح شعوبهم ولا بمصالح مثقّفيهم، ناهيك بأنّ اتهام المقاومة ووصفها ب"الإرهاب" انتهاكٌ صارخ لمبادئ القانون الدّوليّ الذي يقرّ بحقّ الشّعوب في تحرير أ أراضيها المحتلة بالوسائل كافّة، بما فيها المسلحة. إنّ مثل هذا الخلط المتعمَّد بين المقاومة والإرهاب لن يكون من شأنه سوى تسويغُ الاحتلال وتسفيهُ كلِّ مقاومةٍ مشروعةٍ في التاريخ الحديث وتزويرُ مضمونها الوطنيّ ؛ فهل يوجد، في بيئات المثقّفين في الغرب، مَن هو مستعدّ – فكرًّيا ونفسيًّا وأخلاقيًّا- لأن يصف المقاومات الوطنيّة في أوروبا للنّازيّة والنّازيّين بأنها حركات إرهابيّة ؟". وتوجه الموّقعون : كتابا وباحثين وأدباء عرابا، نتوجّه إلى نظرائهم من المثقّفين والمبدعين في الغرب بالدّعوة إلى" حوارٍ مشَتَرك حول القيم والمبادئ المشتَرَكة-المومأ إليها في هذه الرّسالة-وحول موقع قضيّة فلسطين منها وحقوقِ شعبها في أن يتمتع بنواتج تلك المبادئ من غيرِ إقصاءٍ أو حيفٍ من نوع ذلك الذي تفعله سياساتُ حكوماتِ بلدان الغرب، وُيسوِّغه صمتُ المثقّفين عنها. ونحن على ثقةٍ بأنّ الضّمير الثقافيَّ خليقٌ بأن يصحِّح الرّؤى الخاطئة والهفوات التي يقع فيهاكثيرٌ من أهل الرأي والإبداع في الغرب، وأوّلها تلك التي نسِجت، طويلا ، حول فلسطين وحقوق شعبها وحول حركة التحرُّر الوطنيّ الفلسطينيّة، من أجل أن يستقيم الموقفُ الثقافيّ من هذه القضية على قاعدةِ مرجعيّةِ المبادئ الكبرى الإنسانيّة: بصدقٍ وشفافيّة ... بعيادا من كلّ نفاقٍ أو خداعٍ أوازدواجٍ في المكاييل؛ وهذا ما تهدُف إليهِ هذه الرّسالة التي يحرص مُوقِّعوها على وجوبِ إبطال هذا الميز في تطبيق أحكام تلك المبادئ على الشّعوب والأمم".