لقد استمعنا إليك مباشرة يا رئيسنا. ورغم أنك لم تعلن عن أي موعد لخطاب الزلزال الموجه إلى المغاربة شعبا وسلطة. ورغم أن لا أحد كان يتوقعه. ورغم أنك لم تذعه في أي محطة أو قناة من قنوات فرنسا الرسمية. فنحن الماكرونيون المغاربة نتابعك في إكس. (تويتر سابقا). ولذلك كنا في الموعد. واستمعنا إلى خطابك كاملا. وكم تأثرنا. وكم اغرورقت عيوننا. و كم كنا سعداء باهتمامك بنا. وبإصرارك على مساعدتنا. في هذه الأوقات العصيبة التي نجتازها. وبأن فرنسا لن تتخلى عنا مهما طال صدودنا. ومهما رفضنا الرد عليها. ومهما غضبنا منها ومن تصرفاتها. ورغم أن كثيرا من المغاربة لم يستوعبوا كيف يتجرأ رئيس دولة. ويتوجه إلى دولة أخرى. ويوجه إلى سلطاتها وإلى شعبها خطابا. ويعتبرون ذلك غرورا و وقاحة من طرف فخامتك. لكنهم معذورون. ولا يعلمون أن لك رعية مغربية في تويتر سابقا. ومن حقنا أن نسمع خطابك. ومن حقنا أن تطمئننا. وتهتم بنا. وبما أصابنا. وتخاطبنا. وتساعدنا. وتقف إلى جانبنا. وقد كنا واضحين منذ البداية. وأسسنا فرعا في المغرب لحركتك السياسية. التي كان اسمها "إلى الأمام". وذلك بعلم السلطات المغربية التي لم تعترض على وجودنا. لذلك ليس من حق أحد أن يستغرب الآن. فإلى وقت قريب كانت كل نخبتنا مع فرنسا. وكل اقتصادنا. وسلطتنا. وليس. وبسبب خلاف مع الدولة المغربية. نقطع أي علاقة لنا بك. وينتهي كل شيء. وتنتهي الفرونكفونية. وينتهي وجود الشركات الفرنسية. وينتهي التعليم الفرنسي. واللغة الفرنسية. والتأثير الفرنسي. ففي أي وقت قد تعود العلاقات بين المغرب وبين فرنسا إلى سابق عهدها. ولن نفعل كما يفعل من يشتم اليوم فرنسا. ويهاجمك يا سعادة الرئيس. لن نكون مثل من يتخاصم مع فرنسا حين يتخاصم المخزن. ويغضب حين تغضب الدولة. ويحب فرنسا حين يحبها المخزن. لا. لن نكون بهذه الخسة. ولن نساير المخزن. ولن نتبعه تبعية عمياء. ولن تسمح لنا أخلاقنا بأن نغدر بك. ونخونك. ولا نصيخ السمع لك. فالماكرونيون المغاربة أوفياء لك يا ماكروننا الحبيب. وجنابك أيضا مخلص لنا. ولذلك لم يهدأ لك بال حتى خاطبتنا. واطمأنيت علينا في تويتر. و ووجدتنا في انتظارك. وقد يبدو هذا الولاء لك و لماريان غريبا بالنسبة إلى البعض. بينما لا نشعر بأي حرج في أن يكون لنا رئيس. وملك. وبأن نكون مخلصين للاثنين. وبنفس الدرجة. وبأن نستمع لخطابين. فهذا فيه إغناء للهوية. وللوطنية المتعددة. وما أسعد من له دولتان. وعاصمتان. وجوازان. وشمس. وثلج. وبرد. وحر. وجبال ألب. وصحراء. ومانوارات. ورياضات. وفيه أيضا إغناء لاحتمالات السفر. وللعطلة. ولزيارة باريس والعودة منها إلى الرباط أو الدارالبيضاء. وكم قبلنا على مضض أن تصير إسبانيا هي وجهة الماكرونيين المغاربة السياحية المفضلة. وكم أغاظنا ذلك. وكم حزنا بسبب أزمة التأشيرات. وكم أحس الماكرونيين المغاربة بأن ماكرون تخلى عنهم. واعتبرهم غير ماكرونيين. وكما أنه هناك مغاربة فرنسيين في فرنسا. فمن حقنا كمغاربة أن نكون فرنسيين مغاربة. وكما توجد رشيدة داتي. وكما يسمح لها بأن تكون جمهورية في فرنسا. وملكية في المغرب. ودوغولية في باريس. ووزيرة في الحكومة الفرنسية. و مدافعة عن العرش وعن سيادة المغرب في المغرب. ولا أحد ينتقدها. ولا أحد يحتج على قلبها الذي يسع كل السلط. فإنه من حقنا نحن أيضا أن نكون معك يا ماكروننا العزيز. وأن نكون مغاربة فرنسيين. نشاهد أخبار الثامنة في تي في 1 وفي فرونس 2. ونتابع كل البرامج الفرنسية. و سيريل حانونا في C8. ونهتم بكل القضايا. ونقرأ في نفس الوقت لوديسك وتيل كيل وميديا 24 في الآن نفسه. ونتهجى موقع كود. ظنا منا أننا نقرأ صحافة مغربية عربية. ونتفرج في ميمي طق طق. وحتى في الوقت الذي صارت فيه كنال بليس يمينية. ومتطرفة. ظللنا متبشثين بالإبي تيفي. إخلاصا لك ولفرنسا يا ماكرون. ولم ننتقل إلى إم بي سي 2. ولم نخذلك. وحتى عندما صار كل المغاربة يتابعون الكرة في البي إن القطرية. لم نستسلم نحن للشوالي. ولزعيق العرب. وظللنا حريصين على مشاهدة البطولة الإنجليزية في RMC. وحتى عندما أخذت منك قوات فاغنر الروسية كل الدول الإفريقية. وكل التأثير. ظللنا أوفياء لك. ولم نعلن نهاية فرنسا الإفريقية. ولم نستغل ضعفك. وتراجعك. ولم ننتقدك على كل الأخطاء التي ارتكبتها. وعلى سياسيتك الخارجية الكارثية. ولم نفرط فيك. ولم نخلع بيعتك. ولذلك لا نرى أي عيب في أن تخاطبنا. مباشرة من إكس. وفي أن تتوجه إلينا. وفي أن تطمئن علينا. لأن فرنسا الحرية. والديمقراطية. والإخاء. والمساواة. وحقوق الإنسان. لا يمكنها أن تفرط في ماكرونييها في الخارج ولا تسمح بأن تفقد المغرب ولن تنام الجمهورية ولن ينام الرئيس الفرنسي إذا ظلت المملكة المغربية ترفض أي مساعدة لها. و بعد أن استمعنا إليك يا رئيسنا ولأننا مخلصون لك فإن الماكرونيين المغاربة مضطرون إلى إطلاعك على الحقيقة ويقولون لك إن الوضع في المغرب تغير كثيرا. ولم يعد الكلام المنمق ينفع مع المغاربة ولم تعد الأستاذية تنفع. و لم يعد أحد تابعا لأحد في هذا العالم وإذا أردت أن تحافظ علينا. وعلى التأثير الفرنسي. وعلى الصداقة التاريخية مع المغرب. فإن الخطوة التي يجب أن تخطوها معروفة و لك ما يكفي من الذكاء كي تعرف ماذا يريد المغاربة منك وكي تكون واضحا و صديقا حقيقيا للمغاربة بدل كل هذا الحب وهذه الرقة والإنسانية الفرنسية وبدل الاكتفاء بدبلوماسية الزلازل التي لم تعد تكفي ولم تعد تنطلي على أحد.