شهدت ساحة الريف بالحسيمة، قبل قليل، حادثة خطيرة و تعبير صارخ عن الشطط في إستعمال السلطة والتجبر على العباد البسطاء. وتكمن تفاصيل الحكاية في سيارة كان يقودها أحد أفراد الشرطة بالحسيمة ومعه ثلاثة أشخاص، ربما من عائلته أو المقربين له، وبينما هم يتجولون في المدينة خارج إطار مهامهم المهنية (خارج وقت العمل)، وبالضبط عند بلوغهم لساحة الريف التي تشهد زحمة كما العادة، طالب هذا الشرطي أحد سائقي سيارات الأجرة التنحي عن الطريق لإفساح المجال له للمرور، الشيء الذي رد عليه صاحب "الطاكسي" بعدم قدرته على فعل ذلك وما عليه إلا الصبر كأيها المواطنين، لكن ما ليس عاديا هو نزول الشرطي من سيارته وهو يغلي غضبا، ويسب ويلعن، وقال لنا من كان بعين المكان إنه كان يردد ذلك السباب الذي أصبح مؤخرا مفضلا لدى البعض من أفراد الشرطة، و هي عبارات "أولاد السبانيول"، و "الروافا الخانزين"، و"أولاد الإستعمار" ... إلى ما غير ذلك من ألفاظ عنصرية، ماسة بالشرف والكرامة ، و مع أول رد لصاحب "الطاكسي" على هذا السب، تفاجأ الجميع بنزول أحد المرافقين للشرطي من السيارة و في يده سكينا، طعن بها مباشرة سائق سيارة الأجرة بيده، و بعده حاول طعن شخصا آخر برجله، قبل أن يختم فصول سمفونيته ال"طعنية" بجرح ضحية ثالثة على مستوى الظهر، مما تسبب بجروح لهؤلاء، و لولا الألطاف الإلاهية وتفادي الضحايا للضربات لكانت الحصيلة أكبر. وفي هذه الأثناء بدأ الناس بالتجمهر، خصوصا أرباب وسائقي الطاكسيات، و هو الشيء الذي جعل الجاني يفر ويختبئ بأحد المطاعم المتواجدة بعين المكان، فيما قام المواطنون بمحاصرة السيارة وتنظيم شكل إحتجاجي بعين المكان على هذه الخروقات الخطيرة وال"فرعنة"، التي يتعامل بها بعض الأفراد المحسوبين على جسم الشرطة بالمدينة .