هدد حزب الاستقلال بالانسحاب من حكومة عبد الإله بنكيران ما لم يحصل نزار بركة على الصلاحيات الكاملة لوزير المالية على حساب الإسلامي إدريس الأزمي الإدريسي الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، وفق مصادر ل"كود". الاستقلاليون لم يجدوا بدا من بلوغ هذه الدرجة القصوى في تهديدهم لبنكيران بعد فشلهم في الحصول على وزارة التجهيز والنقل واستحواذ الإسلامي سعد الدين العثماني على أهم صلاحيات وزارة الخارجية على حساب يوسف العمراني المحسوب على حزب الاستقلال.
هذا التصعيد يفسر الحرب الإعلامية والتي دارت رحاها بين الحزبين على مدى الأسابيع الماضية، حين هاجمت جريدة "العلم" الناطقة باسم حزب الاستقلال وزراء العدالة والتنمية ومنتخبي الحزب في مجلسي جماعتي فاس ووجدة على خلفية صراعات خاضوها ضد عمر حجيرة وحميد شباط، الاستقلاليين الذين يرأسان هذين المجلسين. يبدو أن تهديد الاستقلاليين بالانسحاب من الحكومة أتى أكله، حين اضطر عبد الإله بنكيران للرضوخ إلى مطلب حلفائه مانحا نزار بركة أهم اختصاصات وزارة المالية على حساب الأزمي الذي اكتفى بصلاحيات تنفيذ الميزانية، فضلا عن الاعتراف بأن حكومته إنما تواصل الإصلاحات التي بدأتها الحكومة السابقة التي كان يقودها حزب الاستقلال ويعارضها العدالة والتنمية. تفاعلات تفسر، حسب مصادر "كود"، إصرار بنكيران الزائد على التأكيد في كل مناسبة يتحدث فيها خلال الأيام الأخيرة عن "انسجام" حكومته.