في ظل الصمت الذي يطال القرار المفاجئ الصادر عن قيادة حزب الأصالة والمعاصرة بطرد النائب البرلماني والمستشار الجماعي عن جهة العيون محمد سالم الجماني من صفوفه، ومارافق ذلك من عديد الأسئلة في صفوف انصار الأخير بالأقاليم الجنوبية. حيث تضمن البلاغ الصادر عن حزب الأصالة والمعاصرة بعض الاسباب التي أدت إلى طرد الجماني من حزب البام، منها الغياب التام عن حضور جلسات البرلمان، وعدم أداء الالتزامات المالية لصالح الحزب أو الفريق، وكما تبدو أسباب واقعية ولكنها تبقى غير كافية لطرد شخصية بارزة بالصحراء المغربية من مؤسسة حزبية. "كود" بحثت في الاسباب الرئيسية لاتخاذ القرار من طرف حزب الاصالة والمعاصرة، ومنها عدم اقتناع النائب البرلماني محمد سالم الجماني بالمبادئ الرئيسية لحزب الأصالة والمعاصرة والذي لم يستطع بناء هوية سياسية واضحة، كما يتم تغيير مرجعيته وتجديدها بتغير وتجدد الظرفيات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها المرحلة. إلى ذلك فقد صرح مقرب من محمد سالم الجماني، بأن هذه الأسباب وطريقة الإشتغال التي يقودها الأمين العام للحزب عبد اللطيف وهبي، وتدبيره لتوجه الحزب من خلال الإئتلاف الثلاثي مع حزبي الأحرار والإستقلال لم ترقى لموافقة قيادة الحزب بالأقاليم الجنوبية، وعلى رأسها الملياردير المختار الجماني، الذي يمثل دائما أقطاب المعارضة داخل أغلب المجالس بالصحراء، وهو عكس التوجه المركزي. هذه الاسباب وغيرها انعكست على القيادي الجديد داخل حزب الأصالة والمعاصرة، والذي انضم في المشهد الإنتخابي الأخير قادما من حزب الحركة الشعبية، حيث أصبح الغائب الحاضر داخل دواليب الحزب اليساري والحداثي، مما تجلى في عدم تأدية واجباته المالية وغيابه المستمر عن قبة البرلمان والإكتفاء بجلباب الجرار فقط الذي يكفل له مهمته النيابية، وهو ماتسبب في طرده النهائي من الحزب.