سوق السبت : الشابة العروي ماتت دفاعاً عن الحق في السكن اللائق لبت نداء ربها الشابة فدوى العروي، يوم الأربعاء 23 فبراير2011م، بالمستشفى الجامعي بالدارالبيضاء، عن سن يناهز 25 سنة، وتعتبر الشابة فدوى العروي شهيدة الحق في السكن اللائق، وقد أقدمت مساء يوم الاثنين 21فبراير2011م على إضرام النار في جسدها أمام مقر بلدية سوق السبت، احتجاجا على إقصاءها من الاستفادة من بقعة أرضية من البقع الموزعة في إطار إعادة إيواء قاطني دور الصفيح بحي الرشاد أسوة بباقي المستفيدين، المشروع الذي دشنه جلالة الملك منذ سنة 2008م وزاغ عن أهدافه النبيلة التي سطرت له، وقد تقدمت في هذا الشأن بعدة شكايات إلى الجهات المسؤولة، وتبث من خلال اللجنة التي أشرفت على الإحصاء، أن فدوى العروي تسكن بالحي الصفيحي منذ خمس سنوات، كما هو مدون بمحضر اللجنة، فلماذا يا ترى لم تستفد؟ الشيء الذي دفع بها إلى الاحتجاج كأم عازبة لطفلين. إن موتها قد خلف تدمراً و استياء عميقاً لدى ساكنة سوق السبت أولاد النمة، حيث نظمت مسيرات احتجاجية سلمية رفعت فيها صور جلالة الملك، وسط شوارع المدينة و أمام مقر البلدية، تخللتها شعارات تطالب برحيل الرئيس - بن علي- بلدية سوق السبت أولاد النمة، الذي كان سبباً في إشعال فتيل احتجاجات الشارع النماوي مطالبين باتخاذ إجراءات ملموسة وفورية في حق كل من تسبب في قتل فدوى العروي، وفي حق ناهبي المال العام و تكديس الثروات من خلال احتكار الشواهد الإدارية و التصاميم و التراخيص و التفويضات و شراء البقع بل الهكتارات حتى لم يترك هذا الرئيس ولو موضع قدم بالمدينة إلا واستولى عليه، إنه فعلاً جثم على أنفاس ساكنة سوق السبت لأكثر من ثمان سنوات، لكن ذاكرة المواطن النماوي لا تحفى وله تاريخ متجذر في التصدي إلى كل الانتهازيين والانتفاعيين. إن مدينة سوق السبت أولاد النمة، من لم يدخلها منحني الرأس، يخرج منها بالحجارة. وتجدر الإشارة، أن تشييع جنازة شهيدة المطالبة بالحق في السكن و العيش الكريم، عرف حضوراً جماهيرياً قوياً ما بين 3000 و 4000 شخص، نساء، رجال، شباب وأطفال، و ووري جثمانها الثرى بعد مغرب يوم الخميس 24 فبراير2011م، إنا لله وإنا إليه راجعون.