محمد كسوة أكملت ساكنة أولاد سي بلغيث التابعة ترابيا لجماعة أولاد بورحمون إقليم الفقيه بن صالح أمس الخميس 18 ماي 2017 شهرين من الاعتصام المفتوح أمام مشروع تربية الديك الرومي ، للمطالبة برحيل هذا المشروع لما ترتب عنه من أضرار صحية وبيئية. ويأتي هذا الاعتصام المفتوح الذي دشنته الساكنة منذ 20 مارس 2017 ، بعد استنفادها لكل الإجراءات القانونية ، حيث قدمت 17 شكاية لمختلف المصالح سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الجهوي أو الوطني ، ونفذت 17 وقفة احتجاجية منها وقفة أمام البرلمان ، وزارة البيئة والماء ، قمة المناخ بمراكش وأمام سفارة المغرب بالعاصمة الإسبانية مدريد ، لكن كل هذه المحطات النضالية والمراسلات لم تكلف المسؤولين حتى عناء الجواب عنها ، مما اضطر الساكنة إلى اللجوء إلى الاعتصام المفتوح أمام المشروع السالف الذكر. ساكنة أولاد سي بلغيث برجالها ونسائها ، شبابها وأطفالها ، كبارها وصغارها ، متضامنون متحدون ، يد واحدة ، لسان واحد ، هي كلمة واحدة ( نحن باقون هنا حتى رحيل مول بيبي ) ( غير حنا ولا هو ) وهم غير مستعدون للتراجع أو التنازل ، فرغم معاناتهم مع الاعتصام المفتوح ، بالليل والنهار ، تحت الأمطار الغزيرة التي عرفتها المنطقة ، ورغم البرد أحيانا والحرارة أخرى ، فكلهم صمود و إصرار وقوة عزيمة حتى نيل حقهم المشروع ألا وهو ( العيش في بيئة سليمة ونظيفة ) ، ورفع ضرر الرائحة الكريهة والأمراض الجلدية عنهم . النساء والرجال والأطفال يؤكدون أنهم فقدوا الثقة والأمل في كل المسؤولين ، وأملهم الوحيد بعد الله تعالى في جلالة الملك محمد السادس ، حيث يلتمسون من جلالته التدخل لرفع الضرر عنهم ومعاقبة من كان وراء محنة ساكنة أولاد سي بلغيث التي كانت تنعم بحياة هادئة آمنة مطمئنة ، لا يعكر صفوها شيء ، إلى أن ابتلوا بهذا المشروع سيء الذكر الذي لم يجلب لهم غير الشقاء والمرض. وتساءل المعتصمون من ساكنة أولاد سي بلغيث بمرارة ، كيف لمسؤولينا أن يوافقوا على بناء مشروع كهذا بالقرب من الساكنة ، وعلى أرض فلاحية مساحتها تناهز 12 هكتارات ، كانت تعتبر مصدر عيش للكثير من ساكنة الدوار ، في الوقت الذي توجد فيه الكثير من الأراضي البورية الغير الصالحة للزراعة ، والبعيدة عن التجمعات السكنية بإقليم الفقيه بن صالح التي يمكنها أن تستوعب مثل هذه المشاريع دون ( صداع الراس ). وفي تصريحات متطابقة للمعتصمات والمعتصمين ، أكدوا من خلالها عزمهم صيام شهر رمضان في المعتصم والدخول بعدها في إضراب عن الطعام للضغط على من يهمهم الأمر للالتفات إلى مطلبهم المشروع ، وأضافوا أن جميع التهديدات التي يتلقونها من جهات معروفة لن تنال منهم ولن ترهبهم ، وأنهم عاهدوا الله على الموت في سبيل نيل حقهم البسيط ، والمتمثل في رحيل ( مول بيبي ) و عيشهم في بيئة سليمة. واستنكرت ساكنة أولاد سي بلغيث صمت المسؤولين الإقليميين والجهويين ، وعدم تجاوبهم مع اعتصام الساكنة الذي دخل يومه الستون ( 60 يوما ) ، وتركهم وحيدين أمام مشروع تربية الديك الرومي يواجهون مصيرهم المحتوم لوحدهم فلا قائد المنطقة ولا رجال الدرك الملكي ولا حتى أعوان السلطة تحمي المعتصم الذي يضم المئات من الأشخاص من مختلف الأعمار والفئات. وقد أبدع المعتصمون من ساكنة أولاد سي بلغيث في معتصمهم حيث قاموا ببناء المرافق الأساسية من مراحض للجنسين وأفرنة تقليدية لطهي الخبز ومطبخ ومسجد مزود بصومعة ومكبري صوت ، وطاقة شمسية و مصابيح كهربائية وأضواء كاشفة لمكان المعتصم ليلا ، وكل ذلك دليل على تصميمهم مواصلة النضال . وتجدر الإشارة إلى أن جهات اقترحت على المعتصمين اللجوء إلى القضاء ، مع تهديدهم بتدخل القوات العمومية لفض الاعتصام بالقوة ، وتمكين صاحب المشروع من إدخال السلعة لمواصلة إنتاجه للديك الرومي ، غير أن المعتصمين بعد اجتماعهم في المعتصم وتداولهم في الأمر رفضوا جملة وتفصيلا هذا المقترح ، الذي اعتبروه محاولة لدر الرماد في العيون ، لحماية صاحب المشروع ضد 5000 نسمة من ساكنة أولاد سي بلغيث.