شكلت هذه المناظرة الدولية حول « المجتمع المدني وبناء الفضاء المغاربي» من أجل إندماج مغاربي فعال ودائم المنظمة بالدارالبيضاء يومي 26 و27 فبراير 2016 من طرف منتدى بدائل المغرب، والمنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية وأوكسفام استمرارا للعديد من اللقاءات السابقة ومحطة جديدة أكد من خلالها المشاركون والمشاركات التزامهم بالاستمرار في العمل من أجل بناء فضاء مغاربي يستجيب لمتطلعات الشعوب وطموحها في العيش المشترك داخل فضاء مغاربي مفتوح وديمقراطي وآمن وحافظا لكرامة المواطنين و المواطنات إن وعينا بالديناميكية التي لا تزال مستمرة في سياق الثورات التي تعيشها المنطقة منذ خمس سنوات وإدراكنا للصعوبات والتهديدات التي تواجه الاندماج المغاربي تحديدا وكل التحول الديمقراطي المرتقب داخل هذا الفضاء جعل النقاشات التي خضناها على امتداد جلسات هذا اللقاء في مختلف المحاور تتقاطع ويجعلنا نؤكد في اختتامه: - مكانة ودور الحركة المواطنية والمدنية والنقابية في الدفع باتجاه أن يكون المغرب الكبير مغربا يتأسس على مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان واحترام حقوق الأقليات وإقرار المساواة الكاملة بين النساء والرجال وهو ما يستوجب استحضار مقاربة النوع في كل برامج الاندماج المغاربي ودعم المشاركة السياسية للنساء والتأكيد على تمثيلية المرأة في مراكز القرار ودورها الحيوي في توسيع الانخراط الشعبي للنساء في الدفاع عن حقوقهن عموما وفي تبني مشروع الاندماج المغاربي تحديدا - إنخراطنا في دعم الحركات الاجتماعية الجديدة المتصاعدة في المنطقة دفاعا عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والثقافية واللغوية والعمل من أجل تشبيك هذه الحركات في تنوعها وتعددها وتحويلها إلى قوة مواطنية مؤثرة تحمي البدائل الاقتصادية والاجتماعية في وجه السياسات النيوليبرالية للقوى المالية والرأس مالية العالمية المتجاهلة لحقوق الشعوب في تنمية عادلة ومستدامة ولمواجهة سياسات الاتحاد الأوروبي الهادفة إلى فرض خيارات اقتصادية أثبتت فشلها كل ذلك في انسجام كامل مع قناعاتنا بوحدة الحركات الاجتماعية في العالم المناضلة من أجل عولمة بديلة - قلقنا من تسارع الخطوات والاستعدادات للتدخل الأجنبي العسكري في ليبيا بعد أن أدى تواطؤ قوى غربية وإقليمية عديدة على الشعب الليبي إلى تمزيق وحدة الدولة الليبية ورفضنا بناءا على ذلك للحرب المتوقعة إنطلاقا من تمسكنا بمبدأ التضامن بين شعوب المنطقة ورفضنا للمعالجة العسكرية للأزمة الليبية ومآلاتها الإنسانية المدمرة على الشعب الليبي أولا وشعوب المنطقة وأمنها العمومي فضلا عن ما أدى إليه منطق الحرب إلى ارتفاع حجم الإنفاق العسكري على حساب النفقات التنموية والعمومية الموجهة للشعوب - إيماننا العميق بأن للمجتمع المدني دورا حاسما في فض كل النزاعات التي تمزق وحدة الفضاء المغاربي ولا تزال تهدده بالفوضى والتفكك بالوسائل السلمية وفي هذا السياق يهم المشاركات والمشاركين تأكيد تمسكهم بحل النزاع حول الصحراء الغربية بالحوار بين كل الأطراف المباشرة ومع الهيئات الدولية الداعية للسلام والراعية لحقوق الإنسان والشعوب ودعمه لأي مبادرة تساهم في دفع مسار الحل السلمي لهذا النزاع خدمة لشعوبنا وتيسيرا لاندماج الفضاء المغاربي جغرافيا واقتصاديا واجتماعيا - إن كل الخطوات التي قطعناها منذ سنوات في دفع الإندماج المغاربي مكنت من مراكمة مكاسب ثرية سنبني عليها في اتجاه مضاعفة جهودنا كفاعلات مدنيات وفاعلين مدنيين بتشريك واسع للباحثات والباحثين ومراكز الدراسات والمثقفات والمثقفين والفنانات والفنانين والمبدعات والمبدعين من أجل تشكيل وعي مغاربي واسع للهوية المغاربية التي تجمعنا والمصير المشترك الذي يجعل من اندماجنا ووحدتنا حاجة وضرورة حيوية وهو ما يحتاج إلى تبني سياسة تعاون بحثي بين الجامعات ومراكز البحوث والدراسات وأهل الفن والإبداع ودعمهم جميعا من أجل العمل على تجذير مشروع الاندماج المغاربي وابراز رهاناته وتوظيف لآلياته - وإذ يجدد المشاركات والمشاركون إيمانهم العميق بأن الحفاظ على مكاسب هذا المسار ومستقبله يبقى رهين استمرار انخراط الشباب وتوسيعه وتأييده فإنهم يطالبون حكومات المنطقة بالكف عن التضييق علي الحريات ومحاصرة الحركات الإجتماعية النشيطة. الدارالبيضاء 27 فبراير 2016