جرت يوم السبت 23نونبر الجاري مراسيم حفل الاختتام للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بخريبكة في أجواء مطبوعة بالاحتفال والتتويج للأفلام المميزة وتكريم للشخصيات الفاعلة في الميدان الفني وطنيا ومحليا . وإذا كان من بين أهداف المهرجان تنشيط الدبلوماسية الموازية من خلال الفن السينمائي على حد تعبير رئيس المهرجان في دورته الخامسة د. الحبيب الناصري فإن رئيس لجنة التحكيم القطري ومنتج قناة الجزيرة الوثائقية عادل كسيكسي عبر في كلمته باسم اللجنة عن ارتياحه لمستوى الأفلام المقدمة وتنوع قضاياها ومستواها الفني في التعاطي مع الصورة والاجتهاد في التوثيق لمظاهر مثيرة للدهشة والفضول . جرت مراسيم الاحتفال في جو تطبعه ثقافة رد الاعتبار والاعتراف بالجميل لمن نذروا ذواتهم في سبيل النهوض بالحقل الفني أو التأثير الإيجابي في المحيط الثقافي فكانت تفاعلات الحضور ملحوظة وهي تصفق لاختيار أحد أبناء المدينة، المسرحي والتشكيلي المرحوم أحمد عشيق . ففي شهادته عن المرحوم قدم الممثل والسينارسيت بلعيد أكريدس نبذة عن مسار المحتفى به وعشقه الفياض للركح كتابة وإخراجا والتصاقه بالمسرح والتشكيل في زواج كاثوليكي إلى أن وافته المنية. و من الشخصيات المكرمة في ذات المهرجان الإعلامية المميزة صديقة الأسرة كما وصفتها الشاعرة والمذيعة فاطمة يهدي ، إنها صاحبة اشهر برنامج للأسرة الصباحي لما يقرب من ثلاثين سنة إنها السيدة ليلى . وإلى جانب ذلك شمل التكريم المنتج القطري عن الجزيرة الوثائقية تنويها بالدعم الذي ما فئتئت تضاعفه القناة لصالح المهرجان ، و أيضا الإطار السينمائي في المركز السينمائي المغربي إدريس التركي والذي قدم له السينفيلي أحمد السيجلماسي واصفا إياه بالجندي المجهول الذي لا يتوانى في تقديم الدعم اللوجسيتكي لكل السينمائيين و خاصة في المهرجانات المنظمة على أرض الوطن كما نوه بثقافته السينمائية الواسعة إلى حد وصفه بالسنيفيليي المميز .. وفي أجواء الترقب والتشويق ، كانت لحظة تلقي نتائج التتويج وإعلان الجوائز متسمة بالرضى الممزوج بالاندهاش أحيانا ، ومما اجمع عليه المتتبعون للمهرجان هو الجائزة الكبرى التي كانت من نصيب الفيلم الدانماركي " المهرج والبهلوان " للمخرجة إدا كروون IDA GRON . الشريط الذي جمع بين مأساة الطفل طوبياس المصاب بمرض السرطان والبهلوان أنجوس الذي صاحب أطفال المستشفى ومنهم الطفل طوبياس ليحول ماساتهم إلى ملهاة تزرع الابتسامة في روح طفولة بريئة ، ومما أعطى القوة لهذا الفيلم الوثائقي هو كون الصورة بقدر ماهي حبلى بحجم المعاناة بقدر ما تضاف لها ايقونة البهلوان التي هي في الأصل تحيل على الحياة جائزة الإخراج كانت من نصيب المخرجة التونسية هاجر بن نصر والتي شاركت بفيلمها " سنبقى صامدات ، وثقت فيه مسار نضال المرأة التونسية مند عهد بورقيبة حتى العهد الجديد مع الثورة عن نظام بن علي وصعود النهضة للحكم وما تطلبه ذلك من استمرار المواجهة لإحقاق الحق للمرأة في التحرر من الحجر الذي يريد الإسلاميون فرضه على المجتمع ككل جائزة لجنة التحكيم هي من نصيب الشريط التونسي " حب وموت " للمخرج التونسي جمال دلال و هو قصة تحكي ما بات يعرف بالموت الرحيم وما يطرحه من قضايا أخلاقية ودينية جائزة التميز الفني هواة حصل عليها الشريط الوثائقي " إيقاعات أشرف " للمخرج حسن اليقوتي من سطات يحكي الفيلم عن طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة غير قادر على التكيف مع الفصل لكنه يحقق ذاته من خلال حبه للإيقاعات أما جائزة الإسهام الفني فكانت من نصيب الشريط الفلسطيني " أنا مش صورة " للمخرجين الشابين أحمد موقدي ومحمد ذوقان يوثق الفيلم لأحداث يومية واجهت فيها فتيات فلسطينيات قوات الاحتلال في معركتهن من أجل البقاء على أرضهن المغتصبة أما جائزة الجمهور فقد حصل عليها الفيلم الوثائقي للمخرج هشام عيد و للمنتج المغربي عادل أقليعي وهو شريط يوثق لمأساة المهجرين المغاربة من الجزائر سنة 1975 وما ترتب عن ذلك من ضياع للحقوق ومعاناة دائمة ما تزال ندوبها ماثلة في مشاعر الضحايا ، قوة الشريط تأتي من خلال رصده لتداعيات هذه المأساة علها لا تتكرر. اختتم المهرجان على أمل الدورة السادسة مع العلم ان إدارة المهرجان لهذه الدورة عبرت في الكواليس عن نقص الدعم .