الكاتب : هشام شولادي انتشرت السيدا في إفريقيا كانتشار النار في الهشيم لتحصد معها أرواح قبائل وقرى في إفريقيا ولم تحرك فرنسا ساكنا. فارق المئات من شباب إفريقيا الحياة غرقا في مياه البحر الأبيض المتوسط على أيدي خفر السواحل الإسبانية ولم تحرك فرنسا ساكنا. واليوم تتحرك الآلة العسكرية الفرنسية لتقدم يد العون لحكومة دولة مالي وهي المستعمرة السابقة مستظلة بدعم دولي وصمت عربي. إننا نتفق في رفضنا للإرهاب ونبذنا للعنف وتشبعنا بقيم الإسلام السمحة المبنية على احترام العقائد والأديان وحقوق الإنسان وبالمقابل لن نختلف أن مالي دولة ذات سيادة ولا يكفي البتة تقديم حكومتها لطلب الدعم العسكري لحشد الجيوش وطلب الدعم والبدأ بقصف قوات المعارضة وتتبعها في الصحراء. عاشت دول أفريقية أخرى انقلابات عسكرية متعددة ومتتالية في تحدي سافر للشرعية الديمقراطية والقرارات الأممية ولم تعلن معها فرنسا تسخير جيوشها لحماية الحكومات المعزولة فلماذا بالضبط الحرص على سرعة التدخل في مالي. لن أصدق أن فرنسا تبحث عن أمن الأفارقة وسلامتهم وهي التي استعمرتهم لعقود وعقود ورفضت أن تعتذر عن جرائمها المقيتة في المنطقة. المطلوب اليوم أن نفتح أجواءنا لحوار الأطراف المتصارعة وأن نبتعد عن لغة العنف والقصف والطائرات والبوارج لأن التجارب أثبثت أن الحلول العسكرية في أفريقيا لا تنفع أبدا بل تغذي الصراع وتنعشه وتفتح المجال لاستعمار جديد بمسميات بديلة لبوسها حماية الأجانب والمنشآت الحيوية والحفاظ على الشرعية وفي باطنه عداء لهوية وتجفيف لمعتقد. إنها عملية تهدد أمن إفريقيا الفقيرة الكسيحة المشلولة وتخلط جميع الأوراق في المنطقة.ولا شك أنها ستغذي مشاعر الحقد على الآخر و الرغبة في الإنتقام منه وأخاف أن تأخذ مسارات غير متوقعة يكون الخاسر فيها الإنسانية بمعانيها الجميلة ودلالاتها النبيلة