قالت صحيفة إسبانية إن "المصالحة" بين المغرب وإسبانيا بدأت تعطي ثمارها، رغم القضايا التي لا تزال تشوش على العلاقة بين البلدين. ونقلت صحيفة "إل بيريدكو" أن البلدين اختارا تجاهل كل الأمور الأخرى، ويواصلان التفاوض على ملفات من بينها إعادة فتح الحدود. وتقول الصحيفة إن البلدين يستمران في التعاون رغم القضايا التي تشوش على هذا التعاون، خاصة الانتقادات الكبيرة في إسبانيا لموقف مدريد الجديد بخصوص الصحراء المغربية، وفضيحة التجسس على هاتف رئيس الحكومة الإسباني، والتي تتهم فيها الرباط. وأشارت الصحيفة إلى أن أولى ثمار التعاون كانت في مجال الهجرة، وهي قضية تهم الحكومة الإسبانية، إذ تعتمد مدريد على الرباط للسيطرة على تدفق المهاجرين ومكافحة شبكات تهريب البشر. والجمعة، التقى وفد إسباني برئاسة وزير الخارجية للهجرة، يسرس خافيير بيريا، مع وزير الخارجية للأمن، رافائيل بيريز، ووزير الخارجية للشؤون الأجنبية والعالمية، أنغليس مورينو، في الرباط مع مدير الهجرة والمراقبة الحدودية في المغرب، خالد زروالي، وممثلين آخرين من الحكومة. ونقلت الصحيفة أن الاجتماع خلص ليس فقط إلى إعادة الدوريات المشتركة لمراقبة الهجرة، بل الالتزام أيضا بتوسيع هياكلها ونشرها في نقاط جديدة للهجرة نحو إسبانيا غربي المحيط الأطلسي والبحر الأبيض المتوسط. وسيتم توسيع هذه التجارب إلى مدن أخرى، وسيتم معالجة كل التفاصيل في اجتماع جديد في إسبانيا في نهاية شهر ماي، بين أعضاء مركز الشرطة العامة ووكلاء الهجرة المغاربة لمواصلة تحسين العمليات لمحاربة شبكات الهجرة غير المنتظمة، وفقا لما نقلته الصحيفة عن مصادر من الوفد الإسباني. وإضافة إلى تعزيز التعاون في مكافحة شبكات الاتجار في البشر، يركز البلدان على قضية إعادة القاصرين إلى المغرب. وقالت الصحيفة الإسبانية إن المغرب يطلب مزيدا من المال من الاتحاد الأوروبي، فيما التزمت إسبانيا بالدفاع عنه في بروكسيل لأنها "تدرك الجهد الكبير الذي تبذله السلطات المغربية في مكافحة الهجرة غير الشرعية". واستأنف البلدان منتصف أبريل المواصلات البحرية للمسافرين بين موانئهما المتجاورة غربي المتوسط، تفعيلا للمصالحة التي أعلنت بنودها خلال زيارة لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز للرباط مطلع أبريل. وأتاحت هذه المصالحة تغيير مدريد موقفها إزاء نزاع الصحراء المغربية لصالح الرباط منتصف مارس، بتأييدها مشروع الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب لحل هذا النزاع. والعام الماضي وصل أكثر من 40 ألف مهاجر إلى سواحل إسبانيا القارية أو جزر الباليار عبر البحر المتوسط، وإلى أرخبيل الكناري عبر المحيط الأطلسي، معظمهم قدموا من المغرب، وفق أرقام إسبانية رسمية.