الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية تسحب عبر وزير الاتصال مصطفى الخلفي اعتماد عمر بروكسي صحفي وكالة الأنباء الفرنسية! أما السبب فهو كما عللت ذلك وكالة الأنباء الرسمية إقحام إسم الهمة في قصاصة نشرتها وكالة الأنباء الفرنسية. الخبر غير مفاجئ ولا صادم، فمنذ أن التحق الصحافي والاستاذ الجامعي عمر بروكسي بوكالة الأنباء الرسمية والمتاعب تلاحقه، ولا نحتاج هنا للتذكير أن وزير الاتصال السابق خالد الناصري في حكومة عباس الفاسي كان قد رفض منحه بطاقة الاعتماد، وأن أمرها ظل معلقا مثلما عليه الحال بالنسبة لمجموعة من الصحافيين المشاكسين الذين يشتغلون مع بعض المؤسسات الإعلامية الأجنبية. ولم تكن "العلقة" (انظر تصريحاته في الفيديو) التي كانت من نصيب زميلنا عمر بروكسي يوم حفل الولاء للحرية والكرامة الذي نظم بعيد الاحتفاء بعيد العرش على يد بعض من عناصر الامن، إلا إحدى المحطات في مسار صحافي أقل ما يقال عليه في دهاليز وزارة الاتصال، أن "راسو قاسح" وليس موضوعيا ولا يتلزم الحياد... وبعيدا عن الفلاش باك، هذا بالضبط ما جاء في بلاغ الحكومة كما نشرته وكالة الأنباء الرسمية: إذ تؤكد أن وكالة الأنباء الفرنسية بثت "قصاصة لامهنية حول الانتخابات الجزئية بدائرة طنجة وذلك صبيحة انطلاق العملية الانتخابية يوم الخميس 4 أكتوبر 2012، حيث روجت لمزاعم تقحم المؤسسة الملكية في هذا التنافس الانتخابي الذي مر في أجواء شفافة٬ وتمس بموقعها الحيادي وبالدور المنوط بها كحكم فوق كل تدافع انتخابي بين الأطراف الحزبية٬ كما تضرب في مكانتها الدستورية٬ وتناقض ما هو معروف من الابتعاد الكلي لجلالة الملك وللعائلة الملكية عن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية". وأضاف البلاغ أن "الحكومة المغربية إذ تعبر عن إدانتها الشديدة لهذا السلوك المناقض للأعراف المهنية في العمل الصحفي٬ والمروج لادعاءات باطلة ولامسؤولة والمضادة للتقاليد المهنية لمؤسسة صحفية عريقة٬ فإنها تقرر سحب اعتماد الصحفي محرر القصاصة". فهل يقف الهمة مستشار الملك محمد السادس والمؤسس والعراب لحزب الأصالة والمعاصرة، قبل أن ينسحب بعيدا عن حزب وجهت له الكثير من السهام في عز الربيع العربي، وراء سحب وزارة الاتصال لبطاقة اعتماد صحافي وكالة الأنباء الفرنسية في المغرب؟ انه السؤال الذي يطرحه السبب الذي بررت به الحكومة سحب الاعتماد في بلاغها الرسمي.