تعيش مجموعة من الأحزاب في البرلمان الإسباني بمجلسي النواب والشيوخ، حالة من الهوس الكبير تجاه كل ما يقوم به المغرب سواء على المستويين الداخلي والخارجي. وتضطلع بهذه المهمة على الخصوص، أحزاب "فوكس"، "كومبروميس" والحزب الشعبي المكونيين لجبهة المعارضة خلال الولاية التشريعية الحالية، حيث تساءل حكومة سانشيز خلال جل الجلسات التشريعية حول السياسات المغربية وتأثيرها على إسبانيا. وتبقى مواضيع سبتة ومليلية المحتلتين والعلاقات المتوترة بين المغرب وإسبانيا فضلا عن إشكالية الحدود البحرية التي انضاف إليها الاحتجاج الرسمي الإسباني ضد الرباط بسبب مزارع الأسماك في المياه الإقليمية المغربية شمال المملكة، المواد الأساسية لتساؤلات الأحزاب الإسبانية المذكورة. وفي ذات السياق، وجه السيناتور الكتالوني المعادي علانية للمغرب والمثير للجدل، كارليس موليت عن حزب "كومبروميس" رسالة كتابية، يتساءل عن ردة فعل حكومة سانشيز تجاه تعزيز المغرب ترسانته العسكرية، واتفاقياته الأمنية الجديدة مع إسرائيل. وذكر موليت أن المغرب يتسلح في ظل انتهاجه سياسية "رمادية" تجاه سبتة ومليلية، مضيفا أن المملكة "دولة إرهابية"، تحاول من خلال هذه السياسية الموازية للتسلح فرض سيادتها على سبتة ومليلية، حسب تعبيره. وأردف السيناتور ذاته في تسائله، أن المغرب اتفق مع إسرائيل على إنشاء قاعدة عسكرية قرب مليلية مما يمثل، حسب قوله " تهديدا واضحا لوحدة أراضي الدولة وخاصة تجاه مليلية". فندت مارغريتا روبليس، وزيرة الدفاع الإسباني أمس الإثنين، الحاجة لمزيد من الوجود العسكري في سبتة ومليلية المحتلتين، بعد ورود تقارير إسبانية تدعي قرارا إسبانيا يقضي بزيادة عدد العساكر والآليات في الثغرين المحتلين. واعتبرت روبليس أن هناك بالفعل وجوداً عسكرياً كافياً، قائلة: "إن إسبانية سبتة ومليلية ليست محل نزاع، معتبرة إياهما "مدينتين إسبانيتين مثلهما مثل أي جزء آخر من أراضي إسبانيا". بدوره قال رئيس أركان الدفاع الإسباني، تيودورو لوبيز كالديرون، إنه لا يمكن إعتبار المغرب حاليًا مصدر تهديد لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين. وأشار رئيس أركان الدفاع الإسباني، خلال نقاش دار في نادي القرن الحادي والعشرين (ناد يجمع عسكريين وسياسيين واقتصاديين إسبان) بأن خصم المغرب الحالي هو الجزائر وأن "أخطر مشكلة" هي الصراع مع جبهة البوليساريو.