لحظة طيش واندفاع طفولي، كلفا التلميذ «ي-ص» المسجل بالصف الدراسي النهائي لسلك الباكالوريا، الابتعاد عشر سنوات عن سور الثانوية والغياب الاضطراري عن شلة زملاء الصف والقبوع داخل أسوار السجن العالية. أدانت الغرفة الجنائية الابتدائية باستئنافية سطات، نهاية الأسبوع المنصرم، الشاب «ي»، الذي لم يتجاوز بعد ربيعه الرابع والعشرين، بعشر سنوات حبسا نافذا وأداء تعويض مالي حددته المحكمة في عشرة آلاف درهم، بعد متابعته بصك اتهام يتعلق بارتكابه الضرب والجرح العمديين بواسطة السلاح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه، طبقا للفصل 403 من القانون الجنائي، وذلك في حق زميل له داخل ذات المؤسسة التعليمية. وحسب مصادر «فبراير.كوم» فإن فصول هذه القضية تعود إلى الفاتح من شهر يناير من السنة الجارية، حين توصلت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي بجماعة مشرع بن عبو، البعيدة عن المدخل الجنوبي لعاصمة الشاوية بحوالي عشرين كيلومترا، بمكالمة هاتفية تفيد بوقوع حالة وفاة تتعلق بشاب في ربيعه الثاني يدرس بالثانوية التأهيلية سيدي محمد بنرحال بجماعة خميس سيدي محمد بن رحال، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة داخل قسم جراحة رجال بالمركز الاستشفائي الجهوي الحسن الثاني بمدينة سطات، متأثرا بإصابات بليغة تلقاها من قبل زميل له، بواسطة حجارة على مستوى الرأس أمام مقر الثانوية التاهيلية المذكورة، وذلك بعدما تم نقله إلى قسم المستعجلات بالمستشفى المذكور بواسطة سيارة الإسعاف في حالة حرجة، لينتقل رجال الدرك إلى المستشفى حيث عاينوا جثة الضحية التي تحمل بقع دم على مستوى الأذن اليمنى. واهتزت ساكنة جماعة خميس سيدي محمد برحال ومئات التلاميذ بالثانوية المذكورة على وقع نبأ هذه الجريمة التي راح ضحيتها الشاب «م-ش» الذي ينحدر من قرية «الصواكا» بالجماعة نفسها التابعة للنفوذ الترابي لإقليم سطات، والذي كان يتابع دراسته بالجذع المشترك شعبة آداب عصرية بالثانوية التأهيلية سيدي محمد بن رحال، على يد التلميذ المتهم المنحدر من قرية أولاد سعيد بن علي التابعة للجماعة نفسها، والذي اتهم بتوجيه ضربة بواسطة حجر على مستوى رأس زميله الهالك الذي أصيب على إثرها بكسور ورضوض على مستوى الجمجمة، نتج عنها نزيف دموي داخلي فارق الحياة على إثره، وفق ما كشف عنه التقرير الطبي. وتضيف مصادرنا أن عناصر الدرك الملكي بالمركز المذكور باشرت بحثها في الموضوع حيث تم الاستماع لأخ الضحية ووالده، وأفاد كل منهما أن الضحية ضرب بحجر على مستوى رأسه من طرف المتهم، ولما لحقا به إلى المستشفى وجداه في حالة حرجة قبيل لفظ أنفاسه الأخيرة. واستمع المحققون إلى عدد من التلاميذ كشهود، حيث أفادوا أن مشاجرة نشبت بين عدد من التلاميذ من ضمنهم الضحية خارج محيط الثانوية المذكورة وأن المتهم حضر بعد انتهاء الشجار ورشق الضحية بحجرة أصابت رأسه وسقط إثرها على الأرض. بينما تضيف المصادر أن المتهم لدى التحقيق معه من قبل الامنيين أنكر أن يكون هو من ضرب الضحية على رأسه بواسطة حجرة وأنه عندما كان يقف أمام مؤسسته التعليمية ذلك اليوم سمع التلاميذ يتحدثون عن مشاجرة، وعند وصوله إلى مكان الشجار وجد الضحية وتلميذا أخر ساقطين على الأرض، وأنكر أن يكون قد رشق الضحية، معتبرا الشهود الذين شهدوا ضده هم خصومه. وبعد البحث مع المتهم ووضعه تحت تدابير الحراسة النظرية بعد اتخاذ جميع التدابير القانونية اللازمة، تمت إحالته على ممثل الحق العام باستئنافية مدينة سطات من أجل الضرب والجرح العمديين بواسطة السلاح المؤديين إلى الموت دون نية إحداثه، النيابة العامة من جانبها استنطقت المتهم وأحالته على قاضي التحقيق الذي أمر بمتابعته بناء على صك الاتهام الموجه إليه.