كان سندها بالأمس واليوم خصمها الشرس. هل نحن أمام أزمة مردها العقلية الذكورية، التي لم تستغ زعامة إمرأة لحزب سياسي، أم هي أزمة ديمقراطية داخلية؟ لقد قدم القيادي محمد الساسي استقالته من الحزب الاشتراكي الموحد، بعد أن سحبت الأمينة العامة للحزب نبيلة منيب توقيعها من التصريح المشترك الذي سبق أن قدم إلى وزارة الداخلية، ويقضي بالتقدم لانتخابات 2021 بترشيحات موحدة، والمقصود هنا الحزب الاشتراكي الموحد والمؤتمر الاتحادي، والطليعة الديمقراطي الاشتراكي. ما قصة هذا الطلاق؟ وما حكاية الخلاف مع أول زعيمة لحزب سياسي في المغرب؟ ألا يتحمل القيادي محمد الساسي المسؤولية السياسية والأخلاقية في ما جرى بعد تواريه مطولا عن المشهد السياسي؟ كيف وصلنا بحلم توحيد اليسار إلى هذاالتمزق والتشردم؟ شخصيا عهدته المعارض المعتدل، الذي يسمي الأشياء بمسمياتها، يشرّح الوضع السياسي، وينبه إلى اغتيال الديمقراطية وقمع الأًصوات المعارضة وتضييق الهوامش المتاحة، فلماذا تحولنا إلى التركيز على الخلافات الشخصية والأحقاد والحسابات الشخصية؟ هذه وأسئلة أخرى سنعالجها مع الأستاذ الساسي. يعود محمد الساسي، في هذا الحوار، والذي فك ارتباطه بالحزب الاشتراكي الموحد، بعدما كان يتزعم تيار اليسار الوحدوي بالحزب، إلى موضوع "استهداف نبيلة منيب الأمينة العامة لحزب بالحزب ببوزنيقة"، وهو الموضوع الذي أثار جدالا واسعا وخلق نقاشا حادا داخل الحزب ولدى الرأي العام الوطني وتساءل الساسي قائلا "هل منطقي أن تقول منيب أنها كانت مستهدفة في وادي شراط بالقتل"، مخاطبا إياها "" هل منطقي يارفيقتي بكل المحبة والتقدير أن تقولي كنت مستهدفة بالقتل في وادي شراط" وأضاف الساسي"أخبرتني أنها كانت تقود سيارتها لتلحق بها سيارة أخرى، الأمر الذي دفعها إلى السير بسرعة فائقة"، مشيرة إلى أنهم" كادوا أن يسقطوها بوادي شراط" وسجل الساسي أن مزاعم منيب تتطلب منها التوجه لدى النيابة العامة، متسائلا "لماذا لم تلجأ للنيابة العامة، هل بسهولة نتبادل الاتهامات بالقتل نحن والنظام، ولماذا لم تدرجها كنقطة بجدولة أعمال اجتماع المكتب السياسي لحزبها". وخاطب الساسي منيب "لماذا الإحالة على واد شراط؟"، ليجيب" تعني الإحالة وعلى واد شراط أن منيب تريد القول أن أحمد الزايدي وعبد الله باها قتلتهما الدولة" وتريد قتلها"، متسائلا "كيف علمت أن الزايدي وباها قتلتهما الدولة؟". وأكد الساسي أن "الدولة المغربية قتلت المهدي بنبركة ونحن نقول ذلك، وسنظل نقول ذلك ونموت ونحن نؤكد ذلك ويجب عليها أن تعتذر علة ذلك، ولها أيضا يد في اغتيال عمر بنجلون "، مبرزا أن الدولة المغربية اليوم "ترتكب انتهاكات جسيمة لحقوق الانسان، ولكن الحديث عن استهداف بالقتل بهذه الطريقة أمر لا يستقيم".