يدفع جسده النحيف نحو الأمام ولا يبالي بالمتسابقين ولا بالحواجز والموانع، همه الوحيد الوصول إلى خط النهاية ليلامس المجد في أم الألعاب "ألعاب القوى"، يلتقط أنفاسه الأولى ويسير بخطى متوزانة، يرفع الايقاع متى يشاء ويحافظ نسقه التصاعدي لإعلان نفسه بطلا في المسابقات العالمية. ازداد سفيان بقالي في حي المرجة الشعبي بفاس لأسرة بسيطة، يوم 7 يناير 1996, حيث ترعرع في حي شعبي ومتواضع. لكن أحلامه لم تكن أبدا متواضعة، بل طالما أراد أن يكون بطلا عالميا في ألعاب القوى، رغم غياب البنيات التحتية التي تمكنه من تلقي تكوين جيد في العدو، حيث وجد سفيان نفسه لا يملك شيئا سوى إرادته القوية، وعزيمته المتقدة، و أحلامه الكبيرة . واحتل البقالي وهو في ريعان شبابه الرتبة 13 في العالم، و يبلغ الاولمبياد حلم كل الرياضيين، و يفرض اسمه على الجميع عند أول ظهور له هناك، حين حقق التأهل إلى النهائي بأسهل طريقة ممكنة، أمام أجود العدائين و احتل المركز الرابع في نهائي 3000 متر موانع بالالعاب الاولمبية بريو دي جانيرو و كان على وشك الظفر بميدالية اولمبية. وتمكن العداء المغربي ، سفيان البقالي، مساء الخميس الماضي من تحقيق أسرع توقيت عالمي للموسم في سباق 3000 متر موانع، خلال مشاركته في ملتقى روما للعصبة الماسية، بعد أن حسم السباق في المركز الأول بتوقيت 8 دقائق و8 ثواني و54 جزء من المائة. و فاز البقالي بالسياق متقدما على العداء الإثيوبي بيكيلا تاديس تاكيلي الذي حقق زمن 8:10.56، فيما حل العداء المغربي الواعد محمد تيندوفت في الرتبة الثالثة محققا رقما قياسيا خاصا به وهو 8:11.65. وعبر البقالي عن سعادته الكبيرة بعد تحقيقه لهذا الرقم، حيث قال « إنها لحظة رائعة وأنا سعيد بفوزي. سباقي المقبل سيكون في موناكو، وأتمنى أن أركض المسافة في مدة أقل ب8 دقائق ».