تزينت العاصمة الليبية طرابلس بالأعلام المغربية عرفانا وامتنانا من الشعب الليبي الشقيق للمغرب ملكا وحكومة وشعبا، لدوره الكبير في لم شمل الليبيين وإيقاف الإقتتال بينهم وتشكيل حكومة وبرلمان ليبيين، كما حرص على تدوين ذلك الصحافي الألمعي محمد الواموسي في تدوينة له على موقع التواصل الإجتماعي فايسبوك. احتضان المغرب للمشاورات الليبية، جاء من خلال عشرات الجولات التصالحية في مدن طنجةالصخيراتوبوزنيقة، مما جعل الليبيون يرفعون العلم المغربي في أغلب الشوارع الرئيسية بطرابلس، تكريما للمغاربة لحسن ضيافتهم ولحرصهم على توفير كل الشروط لإنجاح جلسات الحوار الليبي الليبي. يشار إلى أن آخر جلسات الحوار بين البرلمان الليبي والمجلس الأعلى للدولة كانت بمدينة بوزنيقة، ما مكن الليبيين من نبذ الخلافات والمصادقة على سلطة انتقالية موحدة تسلمت مهامها في 16 مارس الجاري. تجدر الإشارة إلى أن جهود المغرب في دعم أجواء المصالحة في ليبيا لم تنته بعد، حيث أن وفد وزاري مغربي سيسافر إلى ليبيًا للقاء المسؤولين الليبيين والإشراف على استئناف السفارة المغربية في طرابلس والقنصلية المغربية في بنغازي لعملهما، مع العودة للعمل بقرار إعفاء المواطنين الليبيين من تأشيرة دخول المغرب. وكانت الأممالمتحدة قد اقترحت مؤخرا تشكيل آلية مراقبة لوقف إطلاق النار وانسحاب المرتزقة من ليبيا تتشكل من خمسة عناصر أمميين وعشرة ليبيين، ما أثار تساؤلات دبلوماسيين حول ضعف عديد البعثة. ويتساءل دبلوماسيون كيف يمكن لهذا العدد المحدود من المراقبين الإشراف على الوقف الهش للأعمال العدائية ومغادرة نحو 20 ألف مرتزق؟ في تصريح لفرانس برس، يقول دبلوماسي طلب عدم كشف اسمه "هل سيجرون دوريات؟ هل سيلزمون مكتبا؟". يوجد تفه م ل"هاجس الليبيين عدم تواجد عناصر أجنبية على الميدان، لكن من المخيب جدا" أن تصير هذه الآلية "رمزي ة" فقط. يخشى الدبلوماسي "تثبيت" الوضع العسكري على الأرض، ويتساءل إن كان ذلك "يحول دون استئناف الحرب الأهلية". قبل أسبوع، تحدث مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا يان كوبيش خلال لقاء مغلق في مجلس الأمن عن إيفاد خمسة مراقبين مدنيين أميين غير مسلحين. وقال إن البعثة يمكن أن تتشكل من "خمسة زائد خمسة زائد خمسة، أي 15 عنصرا في الإجمال"، وأشار دبلوماسي آخر إلى أن ذلك سيتم على ثلاث مراحل أي "خمسة في كل مرة". هل يقصد بذلك نشرا متسلسلا؟ أم الإشارة إلى قاعدة "واحد لكل ثلاثة" التي يستعملها العسكريون في عمليات الانتشار وتعني وجود عسكري في الميدان وثان في الراحة وثالث يتدرب، وتجري المداورة بينهم. يؤكد بعض الدبلوماسيين أنه لم يتحدث عن مشاركة ليبيين في الآلية، في حين يشدد آخرون أنه يرغب في وجود عشرة ليبيين ينقسمون بين ممثلين عن شرق البلاد وغربها اللذان تواجها عسكريا حتى ابرام اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الأول/أكتوبر. وفق تقرير للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في كانون الأول/ديسمبر، من الواضح أن "مراقبة وقف إطلاق النار سيكفلها الليبيون". تحدث حينها دبلوماسيون عن نشر مجموعة من ثلاثين مراقبا، وهي فكرة معاكسة لنظرة الاتحاد الأوروبي الذي يرغب في إنشاء "آلية متينة"، وهذا الأخير يراقب أصلا حظر الأسلحة على ليبيا وتدفق المهاجرين قبالة سواحل البلاد عبر مهمة "إيريني". من جهتهم، أعرب الليبيون في الأممالمتحدة عن رفضهم إيفاد مراقبين من دول ساهمت في مفاقمة التدخلات الخارجية منذ سقوط نظام القذافي عام 2011. يتحدث مسؤولو الأممالمتحدة منذ أشهر عن "قوة خفيفة"، وعن "تسلم الليبيين مقاليد الأمور تحت مظلة الأممالمتحدة"، وعن "آلية مراقبة متطورة" تدريجيا. لكن مراقبة وقف إطلاق النار ورحيل 20 ألف مرتزق وعسكري أجنبي "مهمة كبيرة تتطلب أكثر من عدد قليل من المراقبين"، وفق دبلوماسي في مجلس الأمن الدولي طلب عدم ذكر اسمه. تتولى المملكة المتحدة الملف الليبي في الأممالمتحدة، وهي تتعرض إلى ضغوط لاقتراح مشروع قرار يهدف إلى دعم مسار التوحيد السياسي في ليبيا وتضمين بعثة الأممالمتحدة للدعم آلية مراقبة لوقف الأعمال العدائية ومغادرة القوات الأجنبية. بين القوات الأجنبية مرتزقة من شركة "فاغنر" الروسية الخاصة، وسوريون بدؤوا المغادرة، وجماعات مسلحة تشادية وسودانية لا تريد النيجر أن تتوزع في المنطقة، إضافة إلى عسكريين أتراك. وللعسكريين الأتراك وضع خاص، إذ إنهم نشروا بموجب اتفاق ثنائي أبرم بين أنقرة والحكومة السابقة في طرابلس. فهل سيجبرون على المغادرة؟ يقول الدبلوماسي في مجلس الأمن أن تلك "مشكلة حقيقية، علينا أن نعمل على حلها". بالنسبة للمندوبة الأميركية في الأممالمتحدة ليندا توماس غرينفيلد يجب "على جميع الأطراف الخارجية المشاركة في هذا الصراع أن تبدأ فورا في الانسحاب من ليبيا". وهي تعتبر أنه "لا يمكن أن يكون هناك استثناءات لهذه القاعدة. صار استمرار وجود بعض القوات ذريعة لإبقاء قوات أخرى". يشير مندوب آخر في الأممالمتحدة طلب عدم كشف اسمه إلى أن "الروس هم الأكثر انتقادا لإنشاء آلية المراقبة". ويتابع أنهم "لا يريدون الخروج ما لم يغادر الأتراك. والأتراك ليسوا على استعداد للخروج أيضا". لطالما أنكرت روسيا أن لها حضورا عسكريا في ليبيا، وأكدت مؤخرا أنه في حال وجد مواطنون روس في البلد فإنهم "لا يمثلون الحكومة الروسية".