تباينت أراء مواطنين مغاربة بخصوص ترك وزارة التربية الوطنية الحق في اختيار الآباء وأولياء الأمور لتدريس أبنائهم عن بعد أم حضوريا. وفي هذا الصدد، كشف مواطنون في تصريح ل"فبراير"، انهم مع التدريس عن بعد في ظل الوضعية الوبائية التي تعرفها المملكة، خصوصا في ظل ارتفاع عدد الإصابات خلال الأيام القليلة الماضية. وأكد هؤلاء على ضرورة توفير لوحات الكترونية للتلاميذ من اجل الحفاظ على مبدأ تكافؤ الفرص، وتأمين ولوج لجميع التلاميذ لمواقع وزارة التعليم، وضمان تواصلهم مع الاساتذة بشكل سلس للمتعلمين. فيما رأى آخرون أنه يصعب تنزيل خطوة وزارة التربية الوطنية، خصوصا إذا اختار البعض التعليم الحضوري والآخرون التعليم عن، الأمر الذي سيصعب معه مواكبة الجميع من طرف الاساتذة. وأعلنت وزارة التربية الوطنية أنها قررت اعتماد "التعليم عن بعد" كصيغة تربوية في بداية الموسم الدراسي 20202021، وذلك في سياق التدابير الاحترازية الرامية إلى الحد من تفشي "وباء كورونا"، وفي إطار مقاربة استباقية، حيث بلورت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي مخططا متكاملا لتدبير الموسم، يتم تنزيله وفق تطور الحالة الوبائية بالمغرب، حيث سيتم توفير التعليم الحضوري للمتعلمين الذين سيعبر اولياء أمورهم عن اختيار ذلك. وذكرت الوزارة التي يشرف عليها سعيد أمزازي، ضمن بلاغ توصلت به هسبريس مساء اليوم السبت، أنه نظرا للوضعية الوبائية المقلقة، والتي تتسم بارتفاع كبير في عدد الحالات الإيجابية وفي عدد الأشخاص في وضعية حرجة وعدد الوفيات، تنهي إلى علم كافة التلاميذ ونساء ورجال التربية والتكوين والأسر أنها قررت اعتماد "التعليم عن بعد" كصيغة تربوية في بداية الموسم الدراسي الذي سينطلق في 7 شتنبر بالنسبة لجميع الأسلاك والمستويات، بكافة المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية ومدارس البعثات الأجنبية، مع توفير "تعليم حضوري" بالنسبة للمتعلمين الذين سيعبر أولياء أمورهم عن اختيار هذه الصيغة، على أن يتم وضع آلية تمكن الأسر الراغبة في ذلك من التعبير عن هذا الاختيار. "حفاظا على صحة وسلامة هؤلاء التلاميذ والأطر التربوية والإدارية، ستقوم الوزارة بتوفير الظروف الملائمة من خلال تطبيق بروتوكول صحي صارم، يراعي احترام التدابير الوقائية والاحترازية التي وضعتها السلطات الصحية، ولاسيما إلزامية وضع الكمامات انطلاقا من السنة الخامسة ابتدائي فما فوق، وغسل وتطهير اليدين بشكل منتظم، وكذا احترام مسافة التباعد الجسدي من خلال تقليص عدد التلاميذ داخل الأقسام الدراسية، والتعقيم المستمر لمختلف مرافق المؤسسات التعليمية"؛ تزيد الوزارة. كما أردف المصدر أنه يمكن في أي محطة من الموسم الدراسي 2021-2020، وفق تطور الوضعية الوبائية في المملكة والتغيرات التي قد تطرأ عليها مستقبلا، تكييف الصيغة التربوية المعتمدة على المستوى المحلي أو الإقليمي أو الجهوي؛ بتنسيق مع السلطات المحلية والصحية. وقال البلاغ إن وزارة التربية ستعمل، في الأيام القليلة القادمة، على إطلاع الأسرة التعليمية والمتعلمين، وأمهاتهم وآبائهم، وكذا عموم المواطنات والمواطنين على تفاصيل العمليات المتعلقة بتدبير الموسم الدراسي 2021-2020 في ظل هذه الوضعية الاستثنائية، وأردفت: "بخصوص الامتحان الجهوي الموحد للسنة أولى بكالوريا، واعتبارا لما سبق، فقد تقرر تأجيله إلى وقت لاحق". "تدعو الوزارة الأطر التربوية والإدارية والأسر والشركاء الاجتماعيين، وجميع فعاليات المجتمع، إلى الانخراط بشكل فعال في جميع الإجراءات التي سيتم اتخاذها وذلك من أجل إنجاح تنزيلها وضمان حق كافة المتعلمين في التحصيل الدراسي"، يورد البلاغ نفسه.