عبرت إطارات المجتمع المدني، العاملة في مجال النهوض بالحق في الصحة، عن استيائها العميق من عدم إدراج أي دور للمجتمع المدني " في التدابير الخاصة بتنظيم عمليات التكفل بحالات الإصابة بكوفيد 19 المحتملة أو المؤكدة خارج المؤسسات العلاجية الاستشفائية". وذكرت إطارات المجتمع المدني في رسالة موجهة لوزير الصحة، بالدور الهام الذي لعبته هيئات المجتمع المدني خلال فترة الحجر الصحي سواء من خلال تسهيل الولوج للعلاج للفئات الهشة و تمكينهما من العلاجات في حالة بعض الأمراض المزمنة، أومن خلال توزيع المساعدات الغذائية و مواد الوقاية الخاصة بكوفيد 19، مشيرة إلى أن ما قامت وما تقوم به جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال النهوض بالحق في الصحة يدخل في إطار المهمة المنوطة بها في تتبع وإعمال السياسات العمومية كما ينص عليه دستور المملكة. وأشارت نفس المصادر أن ملامسة المشاكل والأسئلة الآنية التي تطرح نفسها بإلحاح في الوضع الراهن على المشهد الصحي وكذا الاقتصادي والاجتماعي وعلى الحياة اليومية للمواطنين والمواطنات عموما، يتطلب تعبئة شاملة لكل الجهود والإمكانيات الممكنة والمتاحة، فلا أحد يجادل في الدور الأساسي والمحوري الذي يضطلع به القطاع الصحي، العسكري منه والمدني، في مواجهة الجائحة على جميع المستويات، من عملية التشخيص المبكر للفيروس الى التتبع والتكفل بعلاج المرضى للحدّ من انتشار العدوى. وأبرزت نفس المصادر أن الوضعية الحالية التي تتميز بكون "أن 20 % من حالات الإصابة التي تصل إلى مصالح الإنعاش والعناية المركزة لا تعاني من أي مرض مزمن، وليست بالضرورة متقدمة في السن، كما أن 20 % من مجموع المرضى يفارقون الحياة بعد ولوجهم هذه المصالح بلحظات أو بضع ساعات" ، يتطلب إدماج طاقات و خبرات المجتمع المدني اللذي أثبت منذ عقود على جدارتها وفعاليتها في مرافقة المجهودات الحكومية للتصدي لمشاكل الصحة العمومية ويتطلب أن يشمل هيئات المجتمع المدني انطلاقا من الخبرة التي راكمتها من خلال المقاربات الصحية المجتمعاتية التي تعتمد القرب في تقديم الخدمات، في ضل الاحترام التام لمقتضيات دفتر التحملات المحدد من طرف السلطات المختصة. وتابعت إطارات المجتمع المدني في ذات المراسلة، أن التعبئة العامة في حدها الأدنى لمواجهة جائحة كوفيد 19 تتطلب بالضرورة إشراك إطاراتنا في بلورة مخططات مواجهة الجائحة الوبائية وتفعيل دور المقاربات الصحية المجتمعاتية التي أثبتت نجاعتها، وكذا الإدماج الناجع للمجتمع المدني في مواجهة الجائحة الوبائية وإيلائها مكانتها المستحقة داخل المنظومة الصحية . ودعت نفس المصادر وزارة الصحة إلى مراجعة هذه المذكرة وتضمينها إدماجا لدور المقاربة الصحية المجتمعاتية من اجل إشراك فعاليات المجتمع المدني العاملة في مجال النهوض بالحق في الصحة في التدابير الخاصة بعمليات التشخيص السريع والتوجيه والمواكبة للتكفل بحالات الإصابة بكوفيد 19 المحتملة أو المؤكدة خارج المؤسسات العلاجية الاستشفائية بتنسيق تام مع مصالح وزارة الصحة المختصة وكذا السلطات المحلية.