في إطار مشروع دعم ومواكبة مسلسل المشاركة الديمقراطية بجهة الشرق، الذي تطلقه منظمة "حركة من اجل السلام" MPDL بشراكة مع جمعية " التعاون للثقافة والتنمية ACODEC، بدعم من الاتحاد الأوربي، سيتم تنظيم سلسلة من اللقاءات الرقمية حول مواضيع ذات الصلة بآليات المشاركة الديمقراطية في ظل الظرفية التي تعيشها بلادنا والعالم جراء تفشي وباء كوفيد 19. وهي اللقاءات التي ستمتد بين يوليوز وشتنبر 2020، وستعرف مشاركة مجموعة من الفاعلين الحكوميين ومنتخبين على الصعيد الترابي للجهة، الى جانب ممثلين عن السلطات المحلية وأساتذة جامعيين وممثلين عن المجتمع المدني، وكذا أعضاء من الهيئات الاستشارية المحدثة في إطار آليات الديمقراطية التشاركية خصوصا هيئات المساواة وتكافؤ الفرص والنوع الاجتماعي على مستوى العشر جماعات المستهدفة من البرنامج، وكذا الهيئة الاستشارية المختصة بدراسة القضايا المتعلقة بالشباب على مستوى جهة الشرق. في هذا السياق، سيعقد اللقاء الأول يوم الثلاثاء 28 يوليوز 2020 على الساعة الخامسة مساء على منصة زووم، حول موضوع "دور المجالس الترابية في تدبير أزمة جاحة كورونا، ومرحلة ما بعد رفع الحجر الصحي". الندوة تأتي في سياق تفشي فيروس كورونا المستجد في جل مناطق العالم، كان المغرب سباقا لاتخاذ مجموعة من الإجراءات والتدابير الصارمة للتصدي لهذه الجائحة. وقد استطاع بفضل توجيهات المؤسسة الملكية وانخراط كافة الفاعلين والمؤسسات التصدي للأثار السلبية للجائحة، وحماية المواطنات والمواطنين، والحفاظ على حياتهم، بغض النظر عن الكلفة الاقتصادية والتداعيات المرتبطة بها. في هذا السياق يبرز دور المجالس الترابية باعتبارها شريكا حقيقيا في التنمية الجهوية والمحلية، خصوصا أن فترة ما بعد الحجر الصحي تتطلب إعادة الإنعاش الاقتصادي والتفكير الجماعي في تحيين البرامج الجهوية للتنمية وبرامج عمل الجماعات لملاءمتها مع الأولويات الجديدة التي أفرزتها أزمة كورونا، وكذا المخرجات المحورية للنموذج التنموي الجديد قيد الدراسة، وهو ما يتطلب تنسيق وتوحيد الجهود بين جميع الفاعلين الترابيين في انسجام وتكامل بين ممثلي الديمقراطية التمثيلية والديمقراطية التشاركية. في هذا الإطار يأتي تنظيم هذا اللقاء الذي سيساهم في تسليط الضوء على الدور المحوري للجماعات الترابية بجهة الشرق في مواجهة وتدبير أزمة كورونا، من خلال مساءلة الاختصاصات المخولة للجماعات الترابية في تدبير حالة الطوارئ الصحية، باعتبارها فاعلا مهما في خط المواجهة المباشرة مع متطلبات الساكنة واحتياجاتها اليومية، ومحركا رئيسيا للقرار المحلي، كما يبرز هذا الدور أيضا خلال فترة التخفيف التدريجي للحجر الصحي على اعتبار أن تصنيف المدن حسب الحالة الوبائية يتم حسب الجهات والمدن بالتنسيق مع السلطات المحلية. وتكمن أهمية هذا اللقاء في كونه سيسلط الضوء على العلاقة بين الفاعل المركزي والفاعل الترابي ومدى قدرة هذا الأخير على ممارسة صلاحياته الدستورية والتنظيمية لمواجهة مثل هذه الأزمات في حالة الطوارئ، وكذا في كونه سيتناول آفاق احداث خلايا تدبير الأزمات على مستوى الجماعات، وتضمين مقاربة تدبير الأزمات والتواصل حولها والتنسيق مع الفاعلين ضمن مخططاتها التنموية المحلية. الأسئلة المحورية أولا: ماهي أدوار وصلاحيات الجماعات الترابية على مستوى جهة الشرق في مواجهة الأزمات الطارئة كورونا نموذجا؟ ثانيا: كيف تم تدبير الجائحة في منطقة الشرق خصوصا في ما يتعلق بالتنسيق بين الفاعل المركزي واللاممركز وباقي الفاعلين في إطار الديمقراطية التشاركية؟ ثالثا: ماهي المداخل المؤسساتية والقانونية لتفعيل دور الجماعات الترابية للمساهمة كشريك محوري في تدبير الأزمات، في أفق احداث خلايا تدبير الأزمات على مستوى المخططات التنموية والمساطر التدبيرية للجماعات الترابية؟ رابعا: كيف يمكن تعزيز قدرات الجماعات لتطوير برامج محلية وجهوية تنسجم مع الخصوصيات المحلية لدعم الانتعاش الاقتصادي والتنمية المحلية، بهدف ضمان استمرارية وتحسين جودة الخدمات العمومية وتسهيل التواصل بين الإدارة والمواطن في ظل الجائحة؟