تقترب الحصيلة العالمية من وفيات فيروس كورونا المستجد من 400 ألف مع تسارع انتشار العدوى في أميركا اللاتينية بينما اتفقت الدول المنتجة للنفط على تمديد قرارها بخفض الإنتاج لدعم الأسعار التي انهارت بسبب وباء كوفيد-19. وأصبحت البرازيل الآن ثالث بلد في عدد الوفيات في العالم، لكن رئيسها جاير بولسونارو هدد بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية، كما فعلت الولاياتالمتحدة، بسبب ما وصفه ب »انحيازها العقائدي ». وبولسونارو من المدافعين عن فكرة أن الأضرار الاقتصادية الناجمة عن إجراءات العزل أسوأ من الفيروس بحد ذاته، وتلقى قطاع النفط خصوصا ضربة قاسية بسببها. في الأثناء، اتفقت دول منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وشركاؤها على أن تمدد لشهر تموز/يوليو اتفاقا تم التوصل إليه في نيسان/أبريل لتحسين أسعار الذهب الأسود التي انهارت بسبب انخفاض الطلب مع فرض إجراءات العزل. وتركز الحكومات أكثر فأكثر على إصلاح الأضرار الاقتصادية ووصل بالأمر ببعض الدول الأوروبية الأكثر تأثرا بالوباء إلى فتح حدودها والسماح للعاملين بالعودة إلى أعمالهم. وتوقع محللون تراجعا أكبر في صادرات الصين، أكبر قوة للتصنيع في العالم، حيث ظهر الفيروس للمرة الأولى العام الماضي. وتبذل المصانع في الهند أيضا جهودا شاقة لاستئناف نشاطها بسبب نقص اليد العاملة بينما تخرج البلاد ببطء من إجراءات إغلاق صارمة أدت إلى عودة ملايين العمال المهاجرين إلى قراهم البعيدة. وفي أسوأ أزمة صحية يشهدها العالم منذ أكثر من قرن، بلغ عدد المصابين بالفيروس 6,9 ملايين شخص بينما أصبح عشرات الملايين بلا عمل في الولاياتالمتحدة، الدولة الأكثر تضررا بالوباء. لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرى أن بلاده تستأنف نشاطها. وقال لصحافيين « لدينا أعظم اقتصاد في العالم، وهذه القوة سمحت لنا بتجاوز الوباء الرهيب، بتجاوزه إلى حد كبير ». وأضاف « أعتقد أن أداءنا جيد ». وبينما تشهد البلاد لأسبوع ثان احتجاجات واسعة على العنصرية ووحشية الشرطة، كرر ترامب الذي يأمل بالفوز في ولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر، دعواته إلى مزيد من تخفيف إجراءات العزل. وجاء ذلك بعد أرقام مفاجئة، أشارت إلى أنه تم إحداث 2,5 مليون وظيفة في أيار/مايو. في أوروبا، تواصل الدول الأكثر تضررا بالوباء مسيرتها باتجاه عودة الحياة الطبيعية، وتسعى إلى إحياء القطاعات السياحية في موسم الصيف. وقال الاتحاد الأوروبي إنه سيعيد فتح الحدود أمام المسافرين القادمين من خارج المنطقة مطلع تموز/يوليو بعدما قامت دول في التكتل بفتحها أمام القادمين من أوروبا. في فرنسا، أعيد فتح قصر فرساي لكن في غياب السياح الأميركيين والصينيين الذين يشكلون عادة ثلث عدد الزوار. كما أحيت البلاد ذكرى إنزال النورماندي في 1944 بحضور جزء من الحشود الكبيرة التي كانت تتجمع في السنوات الماضية، بسبب قيود التباعد الاجتماعي. خارج أوروبا، أعلن عن خطط لاستئناف بطولة آسيا للغولف بعدما أحدث الوباء حالة فوضى في برامج النشاطات الرياضية في العالم. ويتوقع أن تستأنف المباريات في أيلول/سبتمبر مع أن المنظمين قالوا إن القيود التي ستفرض في قطاع الطيران يمكن أن تجبر المتنافسين على السفر بدون طواقمهم. ومقابل المؤشرات إلى بدء عودة الحياة إلى طبيعتها في أوروبا وآسيا، تدل تلك التي تسجل في أميركا اللاتينية على وضع سيء. فقد تجاوز عدد القتلى في البرازيل ال35 ألفا بينما كرر الرئيس بولسونارو الانتقادات الموجهة إلى منظمة الصحة العالمية من قبل ترامب الذي قال إن الولاياتالمتحدة لن تواصل تمويلها لأنها قريبة جدا من الصين. وقال الرئيس اليميني المتطرف للصحافيين إن « الولاياتالمتحدة غادرت منظمة الصحة العالمية ونحن ندرس ذلك في المستقبل ». وأضاف « إما أن تعمل منظمة الصحة العالمية من دون انحياز عقائدي أو نغادر نحن أيضا ». ويسجل ارتفاع حاد في عدد الوفيات في المكسيك والبيرو والإكوادور وتشيلي التي شهدت زيادة نسبتها خمسين بالمئة في الوفيات الأسبوع الماضي.