فيروس « كورونا » المستجد، تلك النقطة التي أفاضت الكأس، وبسببها سيعاد رسم خارطة التحالفات حول العالم، فبعدما تخلى الاتحاد الأوروبي عن إيطاليا، وجعلها تصارع « كورونا » لوحدها، تخلت كذلك الجزائرواسبانيا، عن جبهة البوليساريو الانفصالية. هذا التخلي عن البوليساريو في عز أزمتها، بعدما ذكرت تقارير إعلامية تسجيل عدة حالات الأصابة بفيروس كورونا، يكشف بالملموس، هشاشة هذه التحالفات، التي اعتبرها المحلل السياسي،عبد الصمد بلكبير ، أنها مبنية على أسس أيديولوجية هشة، ومصالح وهمية، لاوجود لها وطبيعي أن تنهار. » وفي هذا السياق، كشفت صحيفة « دياريو16 » الإسبانية، عن الحقيقة التي تنفيها زعامات البوليساريو، إذ وردت في تقرير لها إن صحراويي المخيمات أمام خطر وشيك قد يترتب عن نشوء بؤرة تفشي فيروس كورونا المستجد، خصوصا في ظل تردي الخدمات الصحية وتدهور البنية التحتية للمستشفيات بهذه الرقعة الجغرافية، إلى جانب غياب الأطر الطبية المؤهلة. هذا التفشي لمرض كوفيد-19، يقابله زعيم جبهة البوليساريو الإنفصالية، ابراهيم غالي، بالنفي ودعوة المغرب للإفراج عن المعتقلين على خلفية أحداث أكديم إزيك ، إذ عمم تصريحه، يناشد المنظمات الدولية للضغط على المغرب للإفراج عن هؤلاء المدانين ». نهاية تحالف هش! الجزائر تقطع الحدود مع البوليساريو، واسبانيا توقف الإعانات الغذائية، والمالية عليها، بعد ما سجلت الجزائر ارتفاعا متزايدا في عدد الإصابات بالفيروس وكذلك للوفيات، أما إسبانيا فاليوم في مواجهة قدرها بآلاف الوفيات وعشرات آلاف الإصابات مع أزمة حقيقية تعيشها. » في هذا السياق، أوضح المحلل السياسي عبد الصمد بلكبير في تصريح هاتفي ل »فبراير »، أن كورونا اليوم، خلقت عوامل التغيير في العالم كله، في جميع المجالات الطبيعية منها، والاقتصادية والسياسة، التغير شامل ويستحيل ألا يمس قضية صغيرة وهشة، يقول بلكبير « والتي هي قضية مبنية على أوهام إيديولوجية من جهة واستراتيجيات سياسية فاسدة من جهة أخرى » في إشارة إلى تحالف البوليساريو مع اسبانياوالجزائر. وأوضح بلكبير أن « الجزائر ضعيفة اقتصاديا ولوجستيكيا، مؤكدا أن تحقيق اكتفاءها الذاتي صعب في هذه الأزمة، فكيف ستدعم البوليساريو؟، وإسبانيا كذلك الدولة الأوروبية القوية، نفسها أصبحت تطلب المساعدات من الصين » على حد تعبيره. وأبرز بلكبير أن الأصوات الرافضة لدعم البوليساريو، تعلو داخل الجزائر، لما يشكله الأمر من نزيف مادي على الدولة، وأصبحت تغير في استراتيجية ميزانيتها مع تفشي الفيروس داخل بلادها. وأكد بلكبير أن كورونا والأزمة، التي سببتها الآن داخل البوليساريو مع النقص الحاد في الإمكانيات، وتخلي الحلفاء عنها، سيؤدي إلى انفجار داخلي، مشيرا إلى أن « بنيتها الداخلية والخارجية، هشة، ومبنية على سراب، آيلة للزوال في أي وقت. » ودعا بلكبير السلطات المغربية، لمراسلة الأممالمتحدة للضغط على الجزائر لتحرير المغاربة المحتجزين في تندوف، للإلتحاق ببلادهم، مع هذه المحنة التي يمر بها العالم، ومع تفشي فيروس كورونا داخل المخيمات.