تشكل الصناعات الجلدية أحد أهم قطاعات الصناعة التقليدية بالمغرب، وذلك بفضل المهارة التي أبانت عنها أنامل الصناع التقليديين في الجمع بين الإبداع والتأقلم مع الاتجاهات الحالية. واستطاع هذا القطاع، الذي يعتبر مصدر فخر وأحد أهم تخصصات الصناعة التقليدية المغربية، أن يواجه أعتى التغيرات التي هبت على أنماط الملبوسات، سواء على الصعيد المحلي أو العالمي، بفضل منتوجات ذات جودة وبتنافسية عالية في سوق موضة وألبسة عالمي يتغير باستمرار. ويشكل الأسبوع الوطني السادس للصناعة التقليدية، الذي انطلقت فعالياته أمس الاثنين بساحة باب الجديد بمراكش، الفضاء الأمثل لعرض هذه المنتوجات التقليدية المصنوعة من الجلد والمتلائمة مع أذواق دقيقة للزبناء. كما يشكل هذا المعرض فضاء مثاليا بالنسبة للتعاونيات والصناع التقليديين المنحدرين من مختلف جهات المملكة، من أجل عرض منتجاتهم التقليدية المصنوعة من الجلد والمتسمة بجمال نادر ورقة وأناقة. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد أحد الصناع التقليديين والعضو في تعاونية تارودانت، أن « هذه المنتوجات المعروفة بجودتها سريعا ما تجد مقتنيا لها »، موضحا أن منتوجات الجلد بالمغرب تتسم بتنوعها على مستوى الزخارف والأدوات المستعملة، باستخدام مواد أولية محلية. وأشار إلى أن منتوجات الصناعة التقليدية تظل في متناول جميع الطبقات الاجتماعية، مبرزا أن كل منتوج تقليدي من هذه المنتوجات يعكس عملا فنيا يترجم مهارة الصانع التقليدي المغربي. وأوضح هذا الصانع، العضو بتعاونية متخصصة في صناعة الأحذية الجلدية، أن منتوجات التعاونية تمتاز بجودتها العالية لاسيما في مجال الراحة والصحة. ويتعلق الأمر بمنتوجات نالت رضى الزبناء على مواقع التواصل الاجتماعي، علما بأن « الجيل الجديد من الصناع التقليديين والتعاونيات نحت نحو الاستفادة من الفرص الهائلة المتاحة من قبل العالم الرقمي ». وخلص إلى أن الصناع التقليدين مدعوون اليوم، إلى صون أصالة المنتوجات والعمل على الابتكار، « إن نحن أردنا أن نؤمن استدامة الطلب تجاه منتوجات الجلد المغربية، التي تتميز بسمعة حسنة على كل لسان ». وفي نفس المنحى، أكد صانع تقليدي آخر متخصص في الملبوسات الجلدية بمراكش، أن السر وراء جودة منتوجات الصناعة التقليدية يكمن في المواد الأولية المستعملة. وأوضح أن دباغة وتحضير الجلد بالمغرب يتسم بخبرة متأصلة، تحتاج إلى كثير من المهارة والصبر، نظرا للتقنيات المتعددة للصناعات الجلدية.