يبدو أن لا شيء يوقف زخم النمو الذي منحه النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية منذ سنة 2015 ، لجهة العيون – الساقية الحمراء، خاصة مع البرامج الطموحة والمشاريع التنموية المدروسة . ومن المتوقع ، مع هذا النموذج، أن تصبح جهة العيون-الساقية الحمراء، واحدة من قاطرات الاقتصاد الوطني، بطموحات جديدة قادرة على التفاخر في المستقبل القريب بكونها واحدة من أهم المراكز التجارية في المملكة. ويظهر هذا جليا في المشاريع المنجزة والتي في طور الانجاز، والمساحات الخضراء والتجهيزات القريبة والبنية التحتية الحديثة، والمجمعات الصناعية ومشاريع الطاقة واسعة النطاق لجذب المستثمرين ، وذلك بفضل المخطط الجهوي للتنمية . ويهدف هذا المخطط الذي خصص له اعتماد مالي يناهز 49 مليار درهم ، وإلى بحلول سنة 2021 ، تخفيض معدل البطالة إلى 9 في المائة، وخلق 25 ألف منصب شغل ، بالإضافة الى مساهمة القطاع الخاص بغلاف مالي يقدر ب 6 مليارات درهم كاستثمارات خاصة. وتميزت سنة 2019، وبشكل ملموس، بإطلاق وافتتاح العديد من مشاريع المهيكلة والهادفة إلى جعل العيون الساقية الحمراء وجهة مفضلة للمستثمرين، مغاربة وأجانب. وهكذا تم إعطاء انطلاقة تهيئة المنطقة الصناعية الجديدة بمدينة المرسى، بتكلفة إجمالية تقدر بنحو 259 مليون درهم. ويمتد هذا المشروع على مساحة 73 هكتارا ، ويشمل 114 قطعة صناعية و 49 لوجستيكية وإدارية وسوسيو- اقتصادية ، بالإضافة إلى المساحات الخضراء. وبخصوص البنيات التحتية ، يعرف انجاز مشروع الطريق السريع الذي يربط مدينتي تزنيتبالعيون ، وهو جزء من مشروع تطوير عالمي للطريق الوطني رقم 1 بين تزنيت والداخلة .وسيكون لهذا المشروع، أثر إيجابي على مختلف الجوانب الاقتصادية والاجتماعية للأقاليم الجنوبية للمملكة، حيث سيمكن من تقليص المدة وكلفة التنقل وتحسين تدفق حركة المرور وكذا مؤشرات السلامة الطرقية، بالاضافة الى تسهيل حركة نقل البضائع بين المدن الجنوبية والمراكز الرئيسية للإنتاج والتوزيع ، بالإضافة أثره إيجابي على مستوى الخدمة فضلا عن راحة وأمان المرتفقين. كما تشهد هذه الجهة انجاز مجموعة من المشاريع الطرقية لتعزيز شبكة الطرق بين الأقاليم لضمان التنمية المتوازنة والعدالة المجالية . وهكذا ، فقد تم اعطاء انطلاقة تقوية وتعزيز المحور الطرقي الرابط بين العيون والسمارة على طول 93 كم ، وهو مشروع يسعى الى تعزيز وتوسيع الطريق ، الى 9 أمتار، الى جانب انجاز المقطع الطرقي المؤدي الى جماعة بوكراع على طول 27 كلم . ويتطلب هذا المشروع، الذي سيتم انجازه على مدى ستة أشهر، اعتماد مالي يقدر ب 21 مليون 780 الف درهم ، ويهم تهيئة الطريق بالمغلف الحام ، وكذا إعادة تعزيز الاكتاد والمسارات المهترئة . وفيما يتعلق بالتأهيل الحضري، تم إطلاق مجموعة من المشاريع لمنح العيون وجه مدينة تتكيف مع احتياجات سكانها. فبمدينة الوفاق تم اعطاء انطلاقة تهيئة حي الوحدة (الشطرين الأول والثاني)، و تجزئتي الأمل والوفاق. ويهدف هذا المشروع، الذي يتطلب انجازه 260 مليون درهم ، إلى بناء 1500 مسكن، و 34 الف و220 وحدة سكنية لفائدة حوالي 137 الف شخص. كما شهدت سنة 2019 افتتاح سوق الماشية ، الذي بني على مساحة 5 هكتارات ، منها 7000 متر مربع ، بقيمة مالية تقدر ب 33 مليون درهم. ولم يتم استثناء القطاع السياحي من هذه الدينامية التي تعرفها جهة العيون الساقية الحمراء حيث تم تدشين الشطر الثاني من كورنيش فم الواد ، الذي تم انجازه بغلاف مالي بلغ حوالي 22 مليون درهم. وتقدر الكلفة المالية التي رصدت لانجاز هذا المشروع (الشطر الأول والثاني والثالث) ، والذي يهدف إلى إعطاء دفعة جديدة للنشاط السياحي بإقليم العيون، أكثر من 47 مليون و510 ألف درهم . ومن اجل إعطاء رونق بيئي ايكلوجي لهذا النمو السوسيو – اقتصادي المستدام، فقد تم انجاز مجموعة من المشاريع في مجال الطاقة المتجددة، وبرمجة مشاريع اخرى بهذه المنطقة. ففي نوفمبر الماضي ، تم توقيع اتفاقية بين مجموعة من الشركاء لانجاز حقل ريحي بإقليم بوجدور تبلغ طاقته الإنتاجية 300 ميجاوات. ويتطلب هذا المشروع ، الذي سيتم انجازه على بعد حوالي 7 كيلومترات شمال شرق مدينة بوجدور، والذي سيبدأ استغلاله تدريجيا سنة 2021 ، تعبئة استثمارات تبلغ حوالي 4 مليارات درهم. وتعتبر هذه المشاريع جزء من استراتيجية التنمية المستدامة، وثمرة عملية لمجهودات متواصلة من اجل تنمية مستدامة، بإرادة من السلطات العمومية ، والمجالس المنتخبة لجعل هذه المنطقة مركزا مهما للتنمية الوطنية والاقتصادية القارية.