أفاد بحث للمندوبية السامية للتخطيط، بأن الاتجاهات الكبرى للعنف ضد المرأة يتجه عموما نحو الانخفاض وخاصة في الوسط الحضري. وذكر بلاغ المندوبية السامية للتخطيط، بمناسبة الحملة الوطنية والدولية للتعبئة من أجل القضاء على العنف ضد النساء، بأن النتائج الأولية لبحث 2019، أظهرت أنه من بين 13,4 مليون امرأة تتراوح أعمارهن بين 15 و74 سنة، أزيد من 7,6 مليون تعرضن، خلال الاثني عشر شهرا السابقة للبحث ، لنوع واحد من العنف على الأقل وذلك كيفما كانت أشكاله ومجالاته، وهو ما يمثل 57بالمئة من النساء. وأوضح المصدر ذاته أن معدل انتشار العنف ضد المرأة يبلغ 58 بالمئة في الوسط الحضري (5,1 مليون امرأة) و55 بالمئة في الوسط القروي (2,5 مليون امرأة)، مشيرا إلى أنه بالرغم من طابعه البنيوي، عرف العنف بشكل عام تراجعا بين 2009 و 2019. وأشارت المندوبية إلى أن حصة النساء اللائي تعرضن لفعل واحد من العنف على الأقل، انخفضت ب6 نقاط منتقلة من 63 بالمئة إلى 57بالمئة إذا ما اعتبرنا الفئة العمرية 18-64 سنة من النساء موضوع بحث 2009، مسجلة أن هذا الانخفاض يصل إلى 10 نقاط في الوسط الحضري وحوالي نقطة واحدة في الوسط القروي. من جهة أخرى، كشف البحث أن معدلات انتشار العنف النفسي انخفضت بحوالي 9 نقاط منتقلة من 58بالمئة إلى 49بالمئة والعنف الجسدي بنقطتين منتقلة من 15 إلى 13 بالمئة. بالمقابل، اتسعت دائرة العنف الاقتصادي ب 7 نقاط منتقلة من 8 بالمئة إلى 15 بالمئة ، والعنف الجنسي ب 5 نقاط من 9 بالمئة إلى 14 بالمئة. وقد تم تسجيل نفس المنحى في الوسطين الحضري والقروي، باستثناء العنف الجسدي الذي ارتفع ب 4 نقاط في المناطق القروية منتقلا بذلك من 9 بالمئة سنة 2009 إلى 13 بالمئة سنة 2019. وحسب مجالات الحياة، يظل العنف الممارس في الفضاء المنزلي الذي يشمل العنف المرتكب من لدن الشريك والأسرة (بما في ذلك أسرة الشريك) الأكثر انتشارا بنسبة 52بالمئة (6,1 مليون امرأة) وذلك بزيادة نقطة واحدة مقارنة مع 2009. وشهدت مجالات الحياة الأخرى تراجعا في نسبة انتشار العنف خاصة في الأماكن العامة من 33بالمئة إلى 13بالمئة ، وفي فضاء التعليم من 24 بالمئة إلى 19 بالمئة. ويكشف تطور معدل انتشار العنف حسب وسط الإقامة عن اتجاهات معاكسة تتجلى في انخفاضه بالمناطق الحضرية وارتفاعه بالمناطق القروية بجميع فضاءات الحياة باستثناء الفضاء العام الذي شهد انخفاضا في كلا الوسطين. ويقارب هذا البحث، من أجل فهم أشمل لظاهرة العنف، إحدى محدداتها من خلال تصور السكان المغاربة لها حيث يشكل سلوكهم وقيمهم عوامل مضيئة لطابعها الخفي ولترسيخ بعض تجلياتها. وتجدر الإشارة إلى أن هذا البحث قد تم إنجازه على صعيد جميع جهات المملكة خلال الفترة الممتدة بين فبراير ويوليوز 2019 حيث شمل عينة من 12000 فتاة و امرأة و 3000 فتى و رجل تتراوح أعمارهم بين 15 و 74 سنة.