لماذا فقد موكب الشموع في ذكرى المولد النبوي بريقه في سلا؟ تساءل العديد من سكان سلا، الذين التقينا بهم، عن مصير النظام الصارم من حيث التنظيم، الذي كان يطبع طقوس موسم الشموع. قالوا إنهم يحبون هذا الطقس الرائع، لكنه فقد الكثير من بريقه. قالت شابة، إنها تتذكر أن الإحتفاء بهذه المناسبة، كان يمر في جو من النظام، وعرض خارق العادة لشموع طبعت ذاكرتها، مؤكدة أن الحفل لازال متميزا، رغم بعض التفاصيل التي تحتاج فقط لصرامة في التنظيم. حيث تعيش مدينة سلا، كلما حلت ذكرى المولد النبوي، على إيقاع احتفالات موسم الشموع، الذي يخلد الاحتفاء بذكرى المولد النبوي الشريف، ويجسد التشبث الوثيق لساكنة المدينة بعادات وتقاليد دأبت على الاحتفال بها منذ أربعة قرون. وجاب موكب الشموع، الذي انطلق بعد صلاة العصر من ساحة الشهداء وصولا إلى ضريح سيدي عبد الله بن حسون، أهم شوارع المدينة، حيث تابعه جمهور غفير اصطف على امتداد مسار الموكب، والذي تميز بمشاركة مجموعات فولكلورية قدمت من كافة أنحاء المملكة. وتستقطب التظاهرة، المنظمة تحت الرعاية للملك محمد السادس، والتي تتميز بها مدينة سلا، عددا متزايدا من الزوار والسياح الأجانب، في احتفال يعكس تاريخا يحفل بالتقاليد العريقة للشرفاء الحسونيين. وكانت خصوصية هذه السنة تتمثل في مشاركة وفد فلسطيني في التظاهرات المنظمة احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف. ويتميز هذا الحدث، الذي يستمر على مدى أسبوع، بتنظيم أمسيات صوفية للسماع والمديح، وحفلات من التراث الموسيقي الأصيل، بالإضافة إلى ندوات.