أبرز الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، عبد الله بوصوف، اليوم الخميس بالرباط، الدور الذي يمكن أن يضطلع به مغاربة العالم في تثمين الثقافة المغربية ومساهمتهم في إشعاعها على المستوى الدولي. وأكد بوصوف، خلال محاضرة نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط حول « الثقافة رافعة للتنمية »، أن الثقافة تشكل عاملا لتقدم وازدهار البلدان ويمكن باعتبارها رأسمالا لاماديا خلق الثروة. وحث القائمين على تدبير الشأن الثقافي في المغرب على سن سياسة تواصلية محكمة من أجل استثمار الإشعاع الدولي الذي تحققه المهرجانات بالمغرب، والتي تعكس الأمن والاستقرار الذي يميزه عن باقي بلدان المنطقة. وأشاد بوصوف بتمكن الجالية المغربية المقيمة بالخارج من الجمع بين عنصري الأصالة والحداثة ودمج مكونات الهوية والثقافة المغربية داخل فضاء المهجر. وأوضح أن اختيار موضوع اللقاء، يأتي لكون إشكالية التنمية معضلة حقيقية ومسألة ملحة بشكل كبير في بلدان العالم الثالث، والتي حسب رأيه، لم تتخلص من مخلفات الاستعمار والتبعية للقوى الكبرى، وهو ما يساهم في عرقلة عجلة التنمية بها. من جهة أخرى، سلط الأمين العام لمجلس الجالية، الضوء على الجهوية الموسعة والتي تسعى إلى إطلاق مسلسل تنموي من الجهات، وبلورة نموذج مغربي قائم الذات دون استنساخ نماذج خارجية. وفي حديثه عن النموذج المغربي في المجال الديني، أكد بوصوف أن المغرب يعد من البلدان القلائل في العالم التي راكمت خبرة واسعة في تدبير التنوع اللغوي والديني. وشدد، في هذا الصدد، على ضرورة انخراط جميع الفعاليات للتعريف بالأشواط الكبيرة التي حققها المغرب في مسألة تدبير هذا التنوع، ووضع نموذج لأصالة متجددة ومعاصرة تحترم توابث الأمة. من جانبه، أكد عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جمال الدين الهاني، أن النموذج الجديد للتنمية الذي أراده الملك محمد السادس، يركز على الدور الذي يمكن أن تضطلع به الجامعات في النهوض بالثقافة ومساهمتها في دينامية التنمية، بالإضافة إلى تعزيز الجهود المشتركة للأسرة والمدرسة في هذا الإطار.