أثار تحالف حزب الأصالة والمعاصرة مع حزب العدالة والتنمية نقاشا حادا وآراء مختلفة حول ما إذا كان تحالف جهة طنجةتطوانالحسيمة بداية لتحالف أكبر على المستوى الحكومي في انتخابات 2021. في هذا السياق قال محمد بودن المحلل السياسي ورئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية والمؤسساتية في تصريح ل »فبراير كوم » إن هذا التحالف يؤكد على أن الخطوط الحمراء التي ترسم بين الفاعلين السياسيين هي خطوط فوق الرمال فقط و يمكن أن تنمحي في أي وقت. وأكد بودن أن هذا التحالف يعكس الدينامية التي تطبع السياسة لأنها تقع ضمنها متغيرات وتطورات مستمرة وبالتي لا يمكن الاستمرار في نفس التفكير ونفس المنطق. وأوضح المحلل السياسي في تصريحه أن التحالفات لا تبنى على أسس واضحة وبرناماجية وانما هي أسس برغماتية ظرفية مفسرا أن هناك مجموعة من التوازنات والظروف التي تحكمت في هذا التحالف. واعتبرالمتحدث ذاته أن هناك من سيقرأه هذا التحالف بكونه الحزبين قبلا التخلي عن المبادئ السابقة وقبول بعضهما وهناك من يقرأه على أنه ذكاء سياسي مضيفا أن تموقع الأصالة والمعاصرة أثر بدوره على هذا التحالف خاصة وأن هناك معطيات تقول بأن هذا التيار الذي ليس له مشكل مع « البيجيدي » هو الذي قد تنتمي إليه رئيسة الجهة. وأشار بودن في التصريح ذاته إلى معطى أساسي وهو قاعدة الأحزاب السياسية والتي تقول بأن التحالفات التي تقع على مستوى الجماعات الترابية والجهات ليست بالضرورة تحالفات قد تحصل على المستوى المركزي أو الحكومي. وسجل بودن من أن كل الأحزاب سواء التي توجد في المعارضة أو الأغلبية على المستوى الوطني هي الآن موجودة على مستوى الأغلبية في جهة طنجةتطوانالحسيمة موضحا أن هناك خصوصيات بالنسبة للتدبير المحلي يعتمد بالدرجة الأولى على عدة توازنات. وأبرزالمتحدث نفسه أن تعزيز مكانة المرأة على مستوى رئاسة الجهات فرض نفسه في هذا الأمر أذ أن انتخابات 2016 لم تعط أي رئيسة جهة في المغرب. وخلص بودن في تصريحه إلى أن هذا التحالف سيفتح الأفق في التفكير في تحالفات أخرى ممكنة في 2021 حيث هناك مجموعة من المترشحين لتحقيق الريادة في الانتخابات مستدركا أن الخريطة انضاف إليها عنصرا آخرا من عناصر التعقيد والغموض.