دعا الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ادريس لشكر، إلى « إعادة الدفء للعائلة الاتحادية » من خلال أفق اتحادي قائم على « المصالحة وتجميع » الحركة الاتحادية والانفتاح على الكفاءات المختلفة. وأكد لشكر، في ندوة صحفية خصصت للإعلان عن فعاليات تخليد الذكرى الستين لتأسيس حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أن « الذكرى الستينية تفرض علينا تحمل المسؤولية الجماعية لإنجاح هذا الورش الذي نريده ورشا شاملا يصالح الذات الاتحادية مع نفسها من خلال تجميع الحركة الاتحادية، ومع المجتمع عبر الانفتاح على الطقات والكفاءات المختلفة ». واعتبر سمير أولقاضي » أستاذ القانون الدستوري و العلوم السياسية بكلية المحمدية » أن مبادرة المصالحة التي أطلقتها قيادة حزب الإتحاد الإشتراكي هي وعي بخطورة اندثار الحزب و غيابه النهائي عن الساحة السياسية إن بقي على نفس الوضع الذي يعيش فيه. وأبرز المتحدث نفسه في تصريح ل » فبراير كوم » أن رهان تقوية الحزب والرهان الانتخابي هما متلازمان وحاضران بقوة »، مشيرا إلى أن هذا الأمر هوالهاجس المحرك لهذه المبادرة ». وأضاف أولقاضي أن المصالحة تحتاج إلى خلق شروط نجاحها، وأول تلك الشروط هو القيام بقراءة نقدية شجاعة وواضحة لمسار الحزب خصوصا في السنوات العجاف و الوقوف على مكامن الخلل و مسببات الأزمات المتتالية التي هزت كيانه حتى يتمكن أولا من المصالحة مع المتعاطفين معه قبل مناضليه ». وتابع قائلا « ثانيا أن يشتغل بجد على تصور مستقبلي جديد وشامل يقطع مع كل مسببات انهياره و يتوجه إلى المستقبل بانفتاحه على طاقات و كفاءات جديدة مؤمنة بالعمل السياسي الهادف و مؤمنة بالتغيير، معتبرا أن « هذه الشروط هي المدخل الأساسي و الركيزة الأساس لنجاح مبادرة المصالحة و تحققها على أرض الواقع، و بدونها فلن يكتب لهاته المصالحة أي نجاح ». كما أشار إلى أن « حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية كان دائما معادلة أساسية في الحياة السياسة لبلادنا من حيث مواقفه التي امتازت بالجرأة و الوضوح أو من حيث قاعدته الجماهيرية الواسعة أو قياداته التاريخية من أمثال عبد الرحيم بوعبيد و المهدي بن بركة أو عبد الرحمان اليوسفي وآخرون ساهموا في معركة التحرير و استقلال الوطن و ناضلوا بعد ذلك من أجل مغرب الحريات والديمقراطية، لكن الملاحظ حسب رأي المتحدث نفسه، أن « هذا الحزب و منذ عقد من الزمن تراجع بشكل رهيب و افل نجمه نتيجة لاعتبارات موضوعية و أخرى ذاتية، وعرف نزيفا حادا و هجرة كبيرة لمناضلاته ومناضليه و مثقفيه و اذرعه الأساسية من شبيبة ومناضلين نقابيين كانوا هم المحرك الأساسي للتنظيمات الحزبية وهم امتداداته في أوساط فئات عريضة من المواطنين ». وختم أستاذ العلوم السايسية تصريحه بالقول إن غياب الديمقراطية الداخلية و انحصار دوران النخب و التداول على المسؤوليات و الانسلاخ عن الخط السياسي النضالي الذي طبع دائما مسيرة هذا الحزب كلها عوامل مباشرة ساهمت في هذا النزيف و التشرذم الذي عرفه الاتحاد الاشتراكي حتى أنه حطم الرقم القياسي في الانشقاقات التي عطلت أداءه و أثرث على وزنه الانتخابي و حضوره الجماهيري ».