اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون « بالحماقة » بسبب ضريبة الخدمات الرقمية، ملوحا بإنه سيفرض ضريبة على النبيذ الفرنسي في الولاياتالمتحدة كرد مقابل. وأعرب ترامب عن استيائه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر الجمعة تجاه الخطط الفرنسية لفرض ضرائب على شركات التكنولوجيا متعددة الجنسيات مثل غوغل. وبررت السلطات الفرنسية هذه الضريبة بأن مثل هذه الشركات تدفع ضرائب قليلة أو قد لا تدفع ضرائب على الإطلاق في الدول التي تعمل بها و لايقع فيها مقرها. وقالت الإدارة الأمريكية إن القرار الفرنسي يستهدف شركات التكنولوجيا الأمريكية العملاقة على نحو غير عادل. وقال الرئيس الأمريكي في تغريدة على تويتر: « فرضت فرنسا ضريبة الخدمات الرقمية على شركاتنا العظيمة للتكنولوجيا. وأرى إذا كان لفرنسا أن تفرض ضرائب، فلتفرضها على الشركات الفرنسية ». وأضاف: « سوف نعلن عن إجراء للرد على حماقة ماكرون بسرعة. ودائما ما أقول إن النبيذ الأمريكي أفضل من الفرنسي ». ولدى سؤاله عن هذه المشكلة داخل المكتب البيضاوي في وقت لاحق، قال ترامب، الذي لا يتناول المشروبات الكحولية: « لطالما أحببت النبيذ الأمريكي أكثر من النبيذ الفرنسي على الرغم من أنني لا أشرب النبيذ، فأنا أحب الشكل الذي يبدو فيه فقط ». وتقع الولاياتالمتحدة على رأس قائمة الدول المستهلكة للنبيذ في العالم وأكبر سوق لاستيراده، وتحتل فرنسا مكانا بارزا بين أكبر مصدري النبيذ إلى السوق الأمريكي. ورد وزير المالية الفرنسي برونو لو ماري على تصريحات ترامب، مؤكدا أن فرنسا متمسكة بخططها لضريبة الخدمات الرقمية. وقال لو ماري إن « الضريبة الدولية على العمليات الرقمية تحدٍ سوف يؤثر علينا جميعا ». وقالت الحكومة الفرنسية إن الشركات متعددة الجنسيات مثل أبل، التي لها مقار خارج الدول التي تنتمي إليها، تدفع ضرائب قليلة وقد لا تدفع ضرائب من الأساس على مبيعاتها في فرنسا. وبالفعل، أقر مجلس الشيوخ الفرنسي قانون ضريبة المبيعات الرقمية الخميس الماضي، أي بعد أسبوع من تمريره من قبل مجلس النواب (الجمعية الوطنية). وتخضع للضريبة الفرنسية الجديدة اي شركة تكنولوجيا رقمية يتجاوز عائدها 750 مليون يورو سنويا – يكون من بينها 25 مليون على الأقل تحققها الشركة من أعمالها في فرنسا – وهي الضريبة التي تُفرض بأثر رجعي منذ بداية 2019، والتي يتوقع أن تدخل عائدات ضريبية للحكومة الفرنسية بواقع 400 مليون يورو هذا العام. وفي وقت سابق الجمعة، حذر ترامب عملاق التكنولوجيا شركة أبل، من أنها لن تحصل على أية إعفاءات من التعريفة الجمركية على مكونات أجهزتها التي تُصنع في الصين، قائلا: « اصنعوها في الولاياتالمتحدة ولن تتعرضوا للتعريفات الجمركية ». لماذا تُستهدف شركات التكنولوجيا؟