أكد المدرب جمال بلماضي أن منتخب بلاده الجزائر لم يأت الى بطولة كأس الأمم الإفريقية في كرة القدم المقامة في مصر للاكتفاء ببلوغ ثمن النهائي حيث يلاقي الأحد منتخب غينيا، بل مواصلة السعي نحو اللقب. وقدم المنتخب الجزائري أداء في الدور الأول اعتبره معلقون ومتابعون الأفضل في البطولة، ويضع ثعالب الصحراء على رأس المرشحين لرفع الكأس في 19 يوليوز، للمرة الثانية في تاريخهم بعد 1990. وأنهت الجزائر الدور الأول في صدارة المجموعة الثالثة بالعلامة الكاملة وشباك نظيفة، بعد ثلاثة انتصارات على حساب كينيا (2-صفر)، ومنتخب السنغال القوي (1-صفر)، وتنزانيا (3-صفر)، علما بأنهم خاضوا المباراة الأخيرة بتسعة تغييرات عن تشكيلتهم الأساسية. وفي مؤتمر صحافي اليوم على ستاد 30 يونيو (الدفاع الجوي) الذي يستضيف مباراة الغد، قال بلماضي « لم نأت الى هنا لنتصدر في دور المجموعات، أو نبلغ ثمن النهائي، لدينا هدف آخر » في اللقب. أضاف المدرب الذي يتولى مهامه منذ صيف العام الماضي « صحيح أن دور المجموعات كان بمثابة بطولة مصغرة، وبالتأكيد انتهى بشكل جيد مع نجاح » حققه المنتخب، لكنه حذر من أن الأخير سيبدأ من الغد « منافسة من نوع مختلف تماما (…) سنبدأ بخوض مباريات نهائية مصغرة، اذا فزت بها تواصل مسيرتك، واذا خسرتها تعود الى منزلك ». وتابع « المقاربة، التحضير لاسيما النفسي (…) كل الأمور تختلف »، مؤكدا أن المنتخب سيقوم باللازم « ليكون جاهزا لأول نهائي مصغر ». وشدد بلماضي على أن الجزائر لم تنتظر الإقصاء المفاجئ للمغرب الذي كان مرشحا بدوره وأنهى دور المجموعات بالعلامة الكاملة، أمام منتخب بنين المتواضع الجمعة (4-1 بركلات الترجيح بعد التعادل 1-1)، لتعزز استعداداتها لمواجهة غينيا أو تدرك أهمية مباراتها غدا. وأوضح « لم نكن في حاجة لرؤية المغرب ي قصى لنكون حذرين ». وكان مدرب المنتخب المغربي، الفرنسي هيرفيه رونار، قد أشاد بالمنتخب الجزائري ومدربه قبل يومين، معتبرا أن الأداء الذي قدمه الأخضر في الدور الأول كان الأفضل في البطولة حتى الآن. لكن بلماضي الذي عمد منذ بداية المنافسة للتقليل من شأن الترجيحات التي تصب لصالح تتويج جزائري، اعتبر في تصريحاته اليوم أن كيل المديح له « ليس أمرا يشغل بالي كثيرا، وليس ما يبقيني على قيد الحياة »، محذرا من أن الكثير من الإشادات قد تجعل المتلقي ضعيفا. وشدد على أن اعتباره أفضل مدرب يعني بالنسبة إليه أنه يتمتع « بأفضل جهاز فني، بأفضل لاعبين »، داعيا هؤلاء في الوقت ذاته الى الحفاظ على تواضعهم وأخذ البطولة بمعدل كل مباراة على حدة. أضاف « اليوم نتحدث عن مباراة غينيا، لن نتحدث سوى عن مباراة غينيا ». وتابع أن المنتخب بدأ منذ عرف منافسه في ثمن النهائي بالتحضير للمباراة « بأكبر جدية ممكنة (…) اذا كان علينا أن نخسر، فلنخسر لأن غينيا ستكون قوية، وليس لأننا أخطأنا ». من جهته، شدد الظهير يوسف عطال الذي برز في المباريات الأولى مع زملائه مثل سفيان فغولي واسماعيل بن ناصر ويوسف بلايلي والقائد رياض محرز، على أن اللاعبين « مركزون جدا ونستعد بشكل جيد لهذه المباراة (…) ان شاء الله يوم المباراة نكون مركزين بنسبة 200 بالمئة ».