تبادل قادة الاحتجاجات والعسكريين الذين يتولون الحكم الاثنين مسؤولية موجة العنف الدامي الجديدة فيما عثر على ثلاثة جثث مغطاة بالدماء في ام درمان بعد أول تظاهرات حاشدة منذ قمع المتظاهرين. وقتل سبعة أشخاص وأصيب 180 بجروح الأحد وفق ما نقلت وكالة الأنباء السودانية الحكومية « سونا » عن مسؤول في وزارة الصحة خلال التظاهرات التي شارك فيها عشرات الآلاف في مختلف أنحاء السودان. وكانت تظاهرات الأحد الأكبر منذ تفريق الاعتصام خارج مقر القيادة العامة للجيش في 3 حزيران/يونيو في الخرطوم والذي أسفر عن عشرات القتلى. وكسبت حركة الاحتجاج الرهان الأحد من خلال حفاظها على قدرتها على التعبئة رغم الانتشار الأمني الكثيف وانقطاع الانترنت عن الهواتف المحمولة منذ قرابة شهر. وصباح الإثنين، شاهد صحافي من وكالة فرانس برس ثلاث جثث على الأرض في أم درمان، في موقع شهد تظاهرات حاشدة. ولم تعرف على الفور هويات الضحايا. وتجمهر حشد حول الجثث وهم يرددون « يسقط يسقط حكم العسكر »، وهو شعار ردده المحتجون الذين بدأوا تحركهم في دجنبر للمطالبة بإقالة البشير وباتوا اليوم يطالبون بإقالة المجلس العسكري. وسرعان ما فرقت الشرطة الحشد بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وحيا أحد قادة الحراك الجماهيري التعبئة يوم الأحد ملقيا مسؤولية سقوط قتلى على عاتق العسكريين. وقال محمد ناجي الأصم، عضو سكرتارية تجمع المهنيين السودانيين، في شريط فيديو نشر مساء الأحد على فيسبوك: « يتحمل تماما مسؤولية هذه الارواح وهذه الاصابات المجلس العسكري الذي عجز عن تأمين أرواح السودانيين لمرة ثانية ولمرة ثالثة » معتبرا أن ما حدث الأحد هو « تكرار مستمر للمرات العديدة اللي يتعرض فيها المتظاهرون السلميون السودانيون للعنف المفرط واطلاق الرصاص الحي عليهم وللضرب ». خلال تظاهرات الأحد، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين، ولا سيما على مئات المحتجين الذين ساروا نحو المقر الرئاسي الذي بات مقر المجلس العسكري. ووقعت صدامات على بعد حوالي 700 متر من القصر الرئاسي القريب من النيل وتم تعزيز الشرطة بوصول 25 مركبة على الأقل تابعة لقوات الدعم السريع شبه العسكرية، حسبما أفاد أحد مراسلي فرانس برس. وأبلغت لجنة الأطباء المركزية المقربة من قادة الاحتجاج عن مقتل خمسة أشخاص الأحد في أنحاء مختلفة من السودان، وعن « إصابات عديدة خطيرة برصاص مليشيات المجلس العسكري ». من جانبها، أكدت وكالة « سونا » إصابة عشرة من أفراد القوات النظامية، بمن فيهم ثلاثة من قوة الدعم السريع شبه العسكرية أصيبوا بالرصاص. وترفع حصيلة الأحد عدد الضحايا إلى 136 منذ التفريق الدامي لاعتصام قيادة الجيش في 3 يونيو، والذي سقط خلاله حوالي مئة قتيل وفق ا للجنة الأطباء. لكن السلطات أحصت 68 قتيلا منذ ذلك التاريخ.