أطلقت « مجموعات المكَانة الرجاوية »، السبت الماضي، أغنية جديدة بعنوان « رجاوي فلسطيني »، معبرين فيها عن تضامن المغاربة وتشبتهم بالقضية الفلسطينية. وتأتي أغنية « رجاوي فلسطيني » بعد « في بلادي ظلموني »، التي رددتها جماهير الرجاء البيضاوي طوال الخمسة أشهر الأخيرة، أغنية حفرت كلماتها أذهان أبناء الشعب، كلمات تجاوز صداها مدرجات ملعب محمد الخامس، إلى بعض أقطار دول العالم العربي التي يتجرع شبابها نفس معاناة شباب المغرب. تجاوزت كلمات « في بلادي ظلموني »، أسلوب الأغاني العادية إلى نوعٍ احتجاجي راقٍ صرخ فيه الرجاويون بصوت الشباب المقهور، وعبر بكلماته عن سخطه ورفضه لاستمرار سياسة الإقصاء والقمع، سخطٌ عن الأوضاع المزرية التي أصبح يتخبط فيها شبابنا، والحرمان من ظروف عيش كريم داخل « قفص الدولة »، وعن قمع للمواهب وضياعها في دروب الإدمان والجريمة. وقد سببت أغنية « في بلادي ظلموني »، إرباكا لبعض السياسيين الذين اعتبروا أن الجمهور تجاوز الحدود، وأن ذاك الأسلوب مرفوض. واعتبر مصطفى الخلفي، الناطق الرسمي باسم الحكومة ، أن أسلوب هذه الاغنية مرفوض، في الوقت الذي تكفل فيه النصوص الدستورية والقانونية حق حرية التعبير بكافة الوسائل، كما حرية الاحتجاج السلمي، ما دام الأمر لا يمس بمقدسات الدولة المحرمة دستوريا. تحوُّ ل الجماهير الرياضية من جمهور ينشد شعارات تعبر عن حبه وانتماءه لفريقه، إلى رفع شعارات سياسية؛ اجتماعية واقتصادية بأسلوب حضاري ومسالم، يقول متتبعون ل »الالتراس » انه يعكس درجة الوعي الذي يتمتع به شباب مغرب 2011. في الوقت الذي تراجع فيه صوت بعض الفنانين عن التعبير عن هموم المجتمع وتركيزهم على أغاني « البوز » والاستهلاك السريع بحثا عن الغنى والشهرة، لتحمل الجماهير الرياضية مشعل التعبير عن هموم الشعب وقضاياه. وهزت المكَانة بكلمات « رجاوي فلسطيني »، قلوب الجماهير قائلة: « يالي عليك القلب حزين وهادي سنين تدمع العين لحبيبة يا فلسطين آه يا وين العرب نايمين .. أمتنا راها مريضة، مرضوها بالمشاكيل وفساد الحكومات والعربي عايش في الويل مستقبل كلو ظلومات .. والرجاوي صوت الشعوب المقهورة لي ما تسمعو عايقين ليكم بالملعوب حيت نسورا جامي نركعو إلا لرب العالمين مولانا يا مول الكون… ».